للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٣ - ذكر ابن الشجرى (١) أن حذف التنوين لالتقاء الساكنين متّسع فى الشعر، وأنشد عليه شواهد كثيرة، وذكر أيضا أن حذف التنوين لالتقاء الساكنين قد جاء فيما روى عن أبى عمرو فى بعض طرقه: {أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ}.

وقد حكى البغدادى رأى ابن الشجرى هذا، وذكر أنه قد تبع سيبويه فى ذلك، وأفاد أيضا أن ابن هشام خالف فى ذلك، إذ جعل هذا الحذف قليلا (٢).

٤٤ - نصر ابن الشجرى (٣) مذهب ابن السكيت، فيما ذهب إليه من أن القيل-وهو الملك من ملوك حمير-أصله من ذوات الواو، وحكى المذهب الآخر الذى يرى أنه من اليائى، قال: وأقول: إن قول ابن السكيت غير بعيد، فيجوز أن يكون أصله «فيعل» من القول، فلما خففوه، حمله من قال فى جمعه:

أقيال، على لفظه، وحمله من قال: أقوال، على أصله، كما قالوا من الشوب:

مشوب ومشيب، فمن قال: مشيب، حمله على لفظ شيب، ومثله المجفو والمجفى، وهو من جفوت.

٤٥ - حكى ابن الشجرى (٤) عن ابن جنى اللغات الثمانية فى «أف»، ثم تعقبه فى قوله: «ولا يقال: أفّى، بالياء، كما تقول العامة».

قال ابن الشجرى: إن الذى تقوله العامة جائز فى بعض اللغات، وذلك فى لغة من يقول فى الوقف: أفعى وأعمى وحبلى، يقلبون الألف ياء خالصة، فإذا وصلوا عادوا إلى الألف، ومنهم من يحمل الوصل على الوقف، وهم قليل.

٤٦ - إذا اجتمع نون الوقاية ونون «إن» وأخواتها، جاز التخفيف بحذف إحدى النونات، وقد ذهب ابن الشجرى (٥) إلى أن المحذوف النون الوسطى، قال: لأنها هى التى حذفها قبل أن يتصلن بالنون الثالثة، وجاء القرآن بإقرارها فى قوله: {إِنَّنِي أَنَا اللهُ} وبحذفها فى قوله: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ}.


(١) المجلس نفسه.
(٢) الخزانة ٤/ ٥٥٥، وراجع المغنى ص ٧١٦.
(٣) المجلس نفسه.
(٤) المجلس نفسه.
(٥) المجلس السادس والأربعون.

<<  <  ج: ص:  >  >>