للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السيوطى (١): «إذا اجتمع نون الوقاية ونون إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ، جاز حذف أحدهما، وفى المحذوفة قولان: أحدهما نون الوقاية، وعليه الجمهور، وقيل:

نون إن، لأن نون الوقاية دخلت للفرق بين إننى وإنى، وما دخل للفرق لا يحذف، ثم اختلف، هل المحذوف الأولى المدغمة، لأنها ساكنة، والساكن يسرع إلى الحذف، أو الثانية المدغم فيها، لأنها طرف، على قولين، صحح أبو البقاء فى «اللباب» أولهما».

٤٧ - حكى ابن الشجرى (٢) قول قطرب وغيره من علماء العربية، فى اللغات الواردة فى لفظ الجلالة، قال فى حكايته: إن هذا الاسم لكثرة دوره فى الكلام، كثرت فيه اللغات، فمن العرب من يقول: والله لا أفعل، ومنهم من يقول: لاه لا أفعل، ومنهم من يقول: والله، بحذف ألفه وإسكان هائه، وترك تفخيم لامه، وأنشدوا:

أقبل سيل جاء من أمر الله ... يحرد حرد الجنة المغلّة

وقد عقّب ابن الشجرى على هذه اللغة الأخيرة، فقال: إن حذف ألفه إنما استعمله قائل هذا الرجز للضرورة، وأسكن آخره للوقف عليه، ورقّق لامه لانكسار ما قبلها، ولو لم يأت فى قافية البيت الثانى: «المغلة» لأمكن أن يقول: جاء من أمر اللاه، فيثبت ألفه ويقف على الهاء بالسكون.

وقد حكى البغدادى كلام ابن الشجرى هذا (٣).

٤٨ - منع ابن الشجرى (٤) رفع «الفضل» على المجاورة، فى قول المتنخل:

السالك الثغرة اليقظان كالئها ... مشى الهلوك عليها الخيعل الفضل


(١) الأشباه والنظائر ١/ ٣٤، وقد عرض أبو حيان لهذه المسألة فى البحر المحيط ١/ ٤٥١،٥/ ٢٣٨، وانظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم ١/ ٤٢٣.
(٢) المجلس السابع والأربعون.
(٣) الخزانة ٤/ ٣٤٣.
(٤) المجلس التاسع والأربعون.

<<  <  ج: ص:  >  >>