للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشنّع على قائله. قال: «وزعم بعض من لا معرفة له بحقائق الإعراب، بل لا معرفة له بجملة الإعراب أن ارتفاع «الفضل» على المجاورة للمرفوع، فارتكب خطأ فاحشا، وإنما «الفضل» نعت للهلوك على المعنى، لأنها فاعلة من حيث أسند المصدر الذى هو «المشى» إليها، كقولك: عجبت من ضرب زيد الطويل عمرا، رفعت «الطويل» لأنه وصف لفاعل الضرب، وإن كان مخفوضا فى اللفظ».

وقد أثبتّ فى حواشى التحقيق أن أول من قال برفع «الفضل» على المجاورة، وذهب إليه ابن قتيبة، ثم نقلت قول البغدادى فى الخزانة إن الرفع على المجاورة لم يثبت عند المحققين، وإنما ذهب إليه بعض ضعفة النحويين، ثم حكى كلام ابن الشجرى.

ويبدو أن ابن الشجرى كان لا يميل إلى توجيه الإعراب على المجاورة، فقد نقل عن أبى على الفارسى أن قول امرئ القيس:

كأن ثبيرا فى عرانين وبله ... كبير أناس فى بجاد مزمّل

على تقدير: «مزمّل فيه».

قال ابن الشجرى (١): «ولولا تقدير «فيه» هاهنا، وجب رفع «مزمل» على الوصف لكبير، وتقدير «فيه» أمثل من حمل الجر على المجاورة».

٤٩ - حكى ابن الشجرى (٢) الخلاف بين الصرفيّين فى المحذوف من «دم ويد» هل هو الياء أو الواو، ورجح أن يكون المحذوف منهما الياء. فى كلام طويل، حكاه عنه البغدادى (٣).

٥٠ - تكلم ابن الشجرى (٤) على حذف ألف «تبالى» فى قولهم:


(١) المجلس الثالث عشر.
(٢) المجلس التاسع والأربعون.
(٣) الخزانة ٣/ ٣٥٠.
(٤) المجلس الرابع والخمسون.

<<  <  ج: ص:  >  >>