للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضافة إلى الجملة الفعلية التى هى «جاء» وفاعله، وهذا الفعل هو الناصب لبينما، فإذا قدرت «إذ» مضافة إليه وهى على بابها غير زائدة، بطل إعماله فى «بينما» لأن المضاف إليه كما لا يصح إعماله فى المضاف، كذلك لا يصح أن يعمل فيما قبل المضاف، ألا ترى أنهم لم يجيزوا فى قولهم: أنت مثل ضارب زيدا، تقديم «زيد»، فيقولوا: أنت زيدا مثل ضارب.

وقد حكى اختيار ابن الشجرى هذا: ابن هشام والسيوطى (١).

٥٤ - ذهب ابن الشجرى (٢) إلى أن خبر المبتدأ بعد «لولا» قد ظهر فى قوله تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ} وكذلك قوله:

{وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}.

وقد تعقبه ابن هشام فى موضعين من المغنى (٣)، فقال فى الموضع الأول:

وزعم ابن الشجرى أن من ذكره-أى من ذكر الخبر بعد لولا- {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} وهذا غير متعيّن، لجواز تعلّق الظرف بالفضل. وقال فى الموضع الثانى: وأما قول ابن الشجرى فى {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ} إن (عليكم) خبر، فمردود، بل هو متعلق بالمبتدإ، والخبر محذوف.

وقد حكى هذا الرأى عن ابن الشجرى: المرادىّ، والشيخ خالد، والسيوطىّ والأشمونى (٤)، وأفادوا أن هذا الرأى يعزى أيضا إلى الرّمانى والشلوبين وابن مالك.

وقال ابن مالك (٥): وهذا الذى ذهبت إليه هو مذهب الرمانى والشجرى والشلوبين.

٥٥ - ضعّف ابن الشجرى (٦) مجىء «لولا» بمعنى «لم».


(١) المغنى ص ٨٨، والهمع ١/ ٢٠٤،٢٠٦.
(٢) المجلس السادس والستون.
(٣) المغنى ص ٣٠٢،٤٨٢.
(٤) الجنى الدانى ص ٦٠٠، والتصريح ١/ ١٧٩، والهمع ١/ ١٠٤، وشرح الأشمونى على الألفية ٢١٦.
(٥) التسهيل، حواشى ص ٤٥.
(٦) المجلس نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>