للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: «نويّا» قلب ألف «النّوى» ياء لمّا أضافها إلى ياء المتكلّم، وإنما فعل ذلك بعض العرب، لأن إضافة الاسم إلى ياء المتكلم توجب كسر ما قبل الياء، ولمّا لم يصحّ تحريك الألف جعلوا قلبها إلى الياء عوضا من الكسرة التى/تقتضيها ياء المتكلم، وعلى هذا قرأ بعض القراء: «فمن تبع هدىّ» (١) و «قال هى عصىّ» (٢) و {يا بُشْرى هذا غُلامٌ} (٣) وعليه أنشدوا لأبى ذؤيب (٤):

سبقوا هوىّ وأعنقوا لهواهم ... فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع

والنّوى من الكلم المؤنّثة، لأن معناها النّية التى ينويها المفارق، طالبا للمكان الشاطّ، وسمع الأصمعىّ منشدا ينشد:

فما للنّوى جدّ النّوى قطع النّوى ... كذاك النّوى قطّاعة للقرائن (٥)

فقال: لو قيّض لهذا البيت شاة لأتت عليه. انقضى الكلام فى معانى الكلام.

...


(١) سورة البقرة ٣٨، وهى قراءة أبى الطفيل، وعبد الله بن أبى إسحاق، وعاصم الجحدرى، وعيسى ابن عمر الثقفى. المحتسب ١/ ٧٦، ومختصر فى شواذ القراءات ص ٥، والبحر ١/ ١٦٩. وقلب الألف ياء من آخر المقصور، إذا أضيف إلى ياء المتكلم، لغة هذيل، وسيأتيك شاهد من شعرهم.
(٢) سورة طه ١٨.
(٣) سورة يوسف ١٩.
(٤) شرح أشعار الهذليين ص ٧، وتخريجه فى ص ١٣٥٧.
(٥) البيت من غير نسبة فى نضرة الإغريض ص ٥٠، برواية: كذاك النّوى قطاعة لوصال وانظر شبيها لهذا البيت فى كتاب الشعر ص ٨٢.