للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«على» نصب، ويجوز أن تنصب «أيادى» بدلا من «عمرو» بدل الاشتمال، وتقدّر العائد إلى المبدل منه محذوفا، تريد: أيادى له، وحذفت «له» كما حذف الأعشى الضمير مع الجارّ فى قوله (١):

لقد كان فى حول ثواء ثويته ... تقضّى لبانات ويسأم سائم

أراد: ثويته (٢) فيه.

ومما عدّوه باللام كال ووزن، فى نحو: كلت لك قفيزين برّا، ووزنت لك منوين عسلا، وجاء حذف هذه اللام فى كثير من كلامهم، كقولك: كلتك البرّ، ووزنتك العسل، وقد يحذفون المفعول الثانى، فيقولون: كلتك ووزنتك، وعليه جاء قوله تعالى: {وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (٣) معناه: كالوا لهم أو وزنوا لهم.

وأخطأ بعض المتأوّلين فى تأويل هذا اللفظ، فزعم (٤) أن قوله: «هم» ضمير مرفوع، وكّدت به الواو، كالضمير فى قولك: خرجوا هم، فهم على هذا التأويل عائد على المطفّفين.


(١) ديوانه ص ٧٧، والكتاب ٣/ ٣٨، ومعانى القرآن للأخفش ص ٦٤، والمقتضب ١/ ٢٧، ٢/ ٢٦،٤/ ٢٩٧، والأصول ٢/ ٤٨، والجمل ص ٢٦، والجمل المنسوب للخليل ص ١٤٣، والتصحيف والتحريف ص ٢٩٤، والتبصرة ص ١٥٩، ونتائج الفكر ص ٣١٧، وشرح المفصل ٣/ ٦٥، والمغنى ص ٥٠٦، وشرح أبياته ٧/ ٩١، وغير ذلك كثير تراه فى حواشى البسيط ص ٢٣٤،٤٠٧، وأعاده ابن الشجرى فى المجلس الثالث والثمانين. و «ثواء» يروى بالرفع والنصب والخفض: فالرفع على أنه اسم كان، والنصب على أنه مفعول مطلق، أو مفعول لأجله. والخفض على أنه بدل من «حول» بدل اشتمال. وقوله «ويسأم» يروى بالرفع والنصب، فالرفع بالعطف على «تقضّى» فيمن رواه فعلا مبنيا للمجهول، والنصب بإضمار «أن» والعطف على «تقضّى» ليعطف المصدر المؤوّل على المصدر الصريح.
(٢) هذه الهاء من «ثويته» مفعول مطلق، وهى ضمير الثّواء؛ لأن الجملة صفته، والهاء رابط الصفة. راجع الموضع المذكور من المغنى، وشرح أبياته.
(٣) سورة المطففين ٣.
(٤) ممن ذهب إلى هذا: عيسى بن عمر، وحمزة بن حبيب. راجع إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٦٤٩، وتفسير القرطبى ١٩/ ٢٥٢، والبحر ٨/ ٤٣٩.