للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لموافقتها لحروف الحلق، ووجه الوفاق بينهما: أن الفتحة من الألف، والألف مخرجها من الحلق.

وقد يجيء الحرف من هذا الضّرب على الأصل (١)، كقولهم: دخل يدخل (٢)، وفرغ يفرغ، ونحت ينحت، ونطح ينطح.

وأما يدع، فماضيه فعل، مفتوح العين، وإن لم يتكلّموا به، استغناء عنه بترك، فأصله: يودع، وحذف واوه لاجتماع الشرطين، الياء والكسرة، ثم فتحت عينه لمكان حرف الحلق، ويذر محمول على يدع، لوفاقه له فى المعنى (٣)، فلولا حمله عليه كسرت عينه، فقيل: يذر، كقولك: وجب يجب، إذ ليس فيه حرف /حلقىّ، تفتح عينه لأجله.

وحكم المضارع من وهب يهب، ووضع يضع، حكم يدع، فى أنهم حذفوا الواو منهما، لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم فتحوا عينيهما، لمكان الحرف الحلقيّ.

اعتراض: فإن قيل: لم استثقلوا وقوع الواو بين ياء وكسرة، ولم يستثقلوا وقوعها بين ياء وضمّة، فى قولهم: وضؤ يوضؤ، والضمّة أثقل من الكسرة (٤)؟

قيل: إن الخروج من ضمّ إلى ضمّ، أسهل عليهم من الخروج من ضمّ إلى كسر، ومن كسر إلى ضمّ، ألا ترى أنه قد جاء فى الأسماء فعل، مثل طنب


(١) راجع المنصف ١/ ٢٠٨.
(٢) فى هـ‍: «فزع يفزع» بالزاى والعين المهملة. وما فى الأصل جاء مثله فى الحلبيات ص ١٢٢.
(٣) ولأن كليهما ليس له ماض ولا مصدر ولا اسم فاعل. راجع المقتضب ٣/ ٣٨٠، والحلبيات ص ١٢٢، وفهارسها ص ٤٣١، والإنصاف ص ٤٨٥، وكتاب الشعر ص ١٦٤، وما فى حواشيه. وقد أعاده ابن الشجرى فى المجلس السابع والستين.
(٤) راجع المنصف ١/ ٢٠٩، وشرح الشافية ١/ ١٢٠.