للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخفّفه نافع وعاصم، فى رواية حفص، فى قوله تعالى: {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} (١) الهيضل: الجماعة المتسلّحة، واللّجب: المرتفع الأصوات.

ومما حذفوا لامه من الحروف لاجتماعها مع لام التعريف «على» فيما حكاه سيبويه، من قولهم: «علماء بنو تميم» (٢) يريدون: على الماء، فهمزة الوصل سقطت فى الدّرج، وألف «على» سقطت لسكونها وسكون لام الماء، وحذفت لام «على» تخفيفا، وأنشد سيبويه للفرزدق (٣):

وما سبق القيسيّ من ضعف حيلة ... ولكن طفت علماء غرلة خالد

طفت: قفت (٤)، والغرلة: القلفة، ومثله لقطرىّ بن الفجاءة:

غداة طفت علماء بكر بن وائل ... وعجنا صدور الخيل نحو تميم (٥)

وممّا حذفوا منه إحدى اللاّمين، قولهم: «ويلمّه» الأصل: ويل، لأمّه، فحذفوا تنوينه، وأدغموا اللام التى هى لام الكلمة فى اللام الجارّة، فصار [فى (٦)]


(١) سورة الحجر ٢، وانظر السبعة ص ٣٦٦، والكشف ٢/ ٢٩، وزاد المسير ٤/ ٣٧٩.
(٢) الكتاب ٤/ ٤٨٥، وفيه: «علماء بنو فلان». وكذلك فى الأصول ٣/ ٤٣٤، والعسكريات ص ٢٦٠، والجمل ص ٤١٨.
(٣) ديوانه ص ٢١٦ - وهو بيت مفرد فيه-وحواشى الكتاب ٤/ ٤٨٥، وهو من زيادات بعض النّسخ من الكتاب، والكامل ص ١٢٢٨، والمقتضب ١/ ٢٥١، والجمل ص ٤١٨ - وهو آخر شاهد فيه -وكذلك الفصول الخمسون ص ٢٧٧، وشرح المفصل ١٠/ ١٥٥، وجاء استطرادا فى الخزانة ٧/ ١٠٦.
(٤) هكذا جاءت الكلمة فى الأصل، وهـ‍. وجاء بهامش الأصل حاشية بخط قديم، نصّها: «تفسيره طفت بقفت، وهم؛ لأن الطفو علوّ الشىء فوق الماء، وضدّ الرّسوب، والقفو: تتبّع الشىء، إلاّ أنها كلمة تخطئ فيها العامة فى بغداد، يقولون: قفا، أى طفا، فذكرها على عادتهم فيها». انتهت الحاشية. وجاء فى اللسان: طفا الشىء فوق الماء، يطفو طفوا وطفوّا: ظهر وعلا ولم يرسب. وأنبّه هنا إلى أن مصحح الطبعة الهندية من الأمالى غيّر «قفت» إلى «علت» من عند نفسه.
(٥) فرغت منه فى المجلس الرابع عشر.
(٦) ليس فى هـ‍.