للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التقدير: ويلّ أمّه، ثم حذفوا اللام المدغمة وهمزة «أمّ» فصار: ويلمّه.

وإنما (١) جاز إدغام هذا، وإن كان منفصلا، وكان الحرف الذى قبل الحرف المدغم ساكنا، لكون الساكن حرف لين، فالياء فى قولهم: ويل أمّه، بمنزلة الياء فى قولك: جيب (٢) بكر، وقد أدغموا هذا النحو، وكذلك: ثوبّ بشر، وحسن الإدغام فى هذا، مع كونه منفصلا، إذ كانوا قد قالوا فى عبد شمس: هذا عبشّمس (٣)، ألقوا حركة الدال على الساكن، الذى هو الباء، ثم أدغموا الدال فى الشين، وإن كان ذلك شاذّا، ولا يحسن مثله فى قولك: قرم (٤) موسى، واسم مالك، لأن عبد شمس أكثر استعمالا منه، وهو مع ذلك علم، والأعلام تغيّر كثيرا، إلا أنهم/ لم يلزموا عبد شمس الإدغام، وألزموه ويلمّه، لما ذكرته من كون عبد شمس أكثر استعمالا منه، كما ألزموا المعيدىّ التخفيف، فى نحو: «تسمع بالمعيدىّ لا أن تراه (٥)» و «خير من أن تراه» لأنه كثير الاستعمال، والمعيدىّ تصغير معدّىّ.

قال أبو على: إن قيل: ما تنكر من أن تكون «وى» من «ويلمّه» ليس من


(١) هذا كلام أبى علىّ فى الحلبيات ص ٤٤.
(٢) فى هـ‍: «حبيب». وما فى الأصل مثله فى الكتاب ٤/ ٤٤٠، والأصول ٣/ ٤١١، والتكملة ص ٢٧٥، والموضع المذكور من الحلبيات.
(٣) لم يقيّد أبو علىّ، فى الحلبيات، حركة الباء، لكنه نص فى التكملة ص ٢٧٥، على أنها بالضم، فقال: «فأدغموا الدال فى الشين، وحرّكوا الباء الساكنة بالضمة التى كانت على الدال للإعراب». وانظر اللسان (شمس).
(٤) فى الأصل، وهـ‍: «قوم» بالواو، وكذلك جاء فى الحلبيات-الموضع السابق-وأثبتّه بالراء من عبارة سيبويه فى الكتاب ٤/ ٤٤٦، وابن الشجرى يحكى عنه، كما سيصرّح قريبا. وعبارة سيبويه قاطعة بأنه بالراء. قال: «فلم يقو الإدغام فى هذا كما لم يقو على أن تحرّك الراء فى: قرم موسى». وكذلك جاء بالراء فى التكملة-الموضع المذكور-قال أبو علىّ: «فكان ذلك يكون أكثر من تحريك الساكن من قرم مالك». ويلاحظ أن سيبويه ذكر أيضا «اسم موسى» فى الصفحات ٤٣٨،٤٤٢،٤٤٣،٤٤٥. ويصلح ما فى ص ٤٤٣ «قوم مالك» إلى: «قرم». كما ترى. والقرم، بفتح الراء وسكون الراء: الفحل، والقرم من الرجال: السيّد المعظّم. وهو المراد هنا. راجع شرح الجاربردى على الشافية. (مجموعة الشافية) ١/ ٣٣٣.
(٥) تخريجه فى كتاب الشعر ص ٤٠٣. والمراد بالتخفيف فى هذا المثل تخفيف الدال. وسيأتى.