للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حركة الواو على الساكن قبلها ثم قلبوها ألفا، لتحرّكها فى الأصل، وانفتح (١) ما قبلها الآن، فالتقى فى التقدير ألفان، فحذفوا الأولى، فصار المصدر إلى إقام وإجاب وإعان وإغاث، فعوّضوا من المحذوف تاء التأنيث، فقالوا: إقامة وإجابة وإعانة وإغاثة، وربّما استغنوا عن تاء التأنيث، بإضافة هذا المصدر، فسدّت إضافته مسدّ التعويض، كما جاء فى التنزيل: {وَإِقامَ الصَّلاةِ} (٢).

ومصدر استفعل المعتلّ العين، يجرى مجرى هذا المصدر، فى الحذف والتعويض، نحو: استقام استقامة، واستجاب استجابة، واستعان استعانة، واستغاث استغاثة.

ومن الواوات التى حذفوها وعوّضوا منها همزة: كلّ واو وقعت/مضمومة أولا، وذلك على ضربين: لازم وغير لازم، فغير اللازم يكون فى الاسم والفعل، فالاسم نحو: وجوه ووقوف ووعود ووحول، والفعل نحو: وعد ووزن ووقف ووقّت، تقول على طريق الاستحسان: أجوه وأقوف وأعود وأحول، وأعد وأزن وأقف وأقّت، كما قرأ القرّاء: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (٣) وانفرد أبو عمرو بالواو، وقرأ بعض أصحاب الشّواذّ: «إن يدعون من دونه إلاّ أثنا» (٤) أراد: وثنا، جمع وثن،


(١) فى هـ‍ «وانفتاح». وانظر هذه المسألة فى المنصف ١/ ٢٩١.
(٢) سورة الأنبياء ٧٣، والنور ٣٧، وآية الأنبياء بفتح الميم وَأَقامَ، وآية النور بكسرها وَأَقامَ وضبطت عليه؛ لأنه الذى جاء فى الأصل. وقال بعضهم: ثلاثة تحذف تاءاتها مضافة عند جميع النّحاة وهى إذا شئت أبو عذرها وليت شعرى وإقام الصلاه أنشدهما الشوكانى فى فتح القدير ٤/ ٣٥. وراجع اللسان (شعر-عذر)، والكتاب ٤/ ٤٤.
(٣) سورة المرسلات ١١، وراجع معانى القرآن للفراء ٣/ ٢٢٢، وللزجّاج ٥/ ٢٦٦، والسبعة ص ٦٦٦، والكشف ٢/ ٣٥٧، وزاد المسير ٨/ ٤٤٧، والإتحاف ص ٥٨٠.
(٤) سورة النساء ١١٧، وراجع الكتاب ٣/ ٥٧١، ومعانى القرآن للفراء ١/ ٢٨٨، وللزجاج ٢/ ١٠٨، والتكملة ص ١٥٠، والعضديات ص ٩٧، والمحتسب ١/ ١٩٨، وزاد المسير ٢/ ٢٠٢، والبحر ٣/ ٣٥٢.