للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان قد ورد ذلك فى الاستعمال على شذوذه، كقوله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ} أى العبد الشكور، وكقوله: {أَنِ اِعْمَلْ سابِغاتٍ} أى دروعا سابغات، وكقوله: {وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} أى الأمّة القيمة».

قلت: لم أجد فيما بين يدىّ من كتب النحو إنكار حذف الموصوف، وقد أجازوه بشرط وجود الدليل عليه، وشروط أخرى (١)، وابن الشجرى نفسه قد استشهد لحذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه، بشواهد كثيرة فى المجالس: التاسع والثلاثين، والستين، والرابع والستين، والتاسع والستين، ولم يصفه هناك بقبح أو شذوذ، كصنيعه هنا.

هذا وتعبير ابن الشجرى بالشذوذ فى الاستعمال القرآنى فيه نظر، ولعله إنما يتكلّم بحسب الصنعة ليس غير، فقد ذكر ما يشبه هذا فى موطن آخر، حين استشهد لحذف اللام على الشذوذ (٢)، بما جاء من حذف الياء اكتفاء بالكسرة، فى قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ} وقوله: {ذلِكَ ما كُنّا نَبْغِ}.

...


(١) راجع المغنى ص ٧٢٨، وشرح ابن عقيل ٢/ ١٦٢، وشرح الأشمونى ٢/ ٧٠، والتصريح على التوضيح ٢/ ١١٨ - وعبارته «ويجوز بكثرة حذف المنعوت إن علم» -والهمع ٢/ ١٢٠.
(٢) المجلس الثالث والخمسون.

<<  <  ج: ص:  >  >>