للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان أصله حوّاى، فقلبت ياؤه همزة لتطرّفها بعد ألف زائدة.

والجوى: داء القلب، لامه ياء، لأنه متى كانت الواو عينا واللام معتلّة حكمت بأن اللام ياء، حتى/يقوم دليل على أن أصل الألف واو، فلو سمّيت بالجوى وثنّيته قلت: جويان.

ومثله فى أن عينه واو، فلا تكون لامه إلاّ ياء، قولهم: خوى المنزل: إذا خلا، وخوى النجم وأخوى: إذا سقط ولم يكن عن سقوطه مطر، وخوّى البعير:

إذا تجافى فى بروكه، وغير ذلك من تركيب (خ وى).

ومثله من باب «لويت»: رويت الحديث أرويه رواية، ورويت على أهلى:

إذا أتيتهم بالماء، والرّويّ: حرف قافية الشّعر اللازم، والرّويّة: الحاجة، والراوية:

الجمل يحمل عليه الماء، ومنه قيل للمزادة: راوية، والأصل أنّ الرّاوية هو البعير، قال:

مشي الرّوايا بالمزاد الأثقل (١)

ورجل راوية للشّعر: أنّثوه للمبالغة فى وصفه، كما قالوا: رجل علاّمة ونسّابة، وكما قالوا فى ضدّه طلبا للمبالغة: رجل لحانّة، ورجل هلباجة جخابة فقاقة، مخفّفان، ولهذه الأسماء ونظائرها فصل تذكر فيه بعد هذا الفصل.

ومن تركيب (زوى) قولهم: زويت الشىء: إذا جمعته، ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم «زويت لى الأرض» (٢) أى جمعت، ومنه سمّيت زاوية البيت؛ لاجتماعها، ومنه زوى المال عن وارثه.


(١) من أرجوزة أبى النجم العجلى، فى الطرائف الأدبية ص ٧٠، واللسان (ثجل-روى).
(٢) سنن ابن ماجة (باب ما يكون من الفتن. من كتاب الفتن) ص ١٣٠٤، والبداية والنهاية ٦/ ٢٧٠. وروى بلفظ: «إن الله زوى لى الأرض. .» صحيح مسلم (باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض. من كتاب الفتن وأشراط الساعة) ص ٢٢١٥، وهو من حديث ثوبان رضى الله عنه، وانظر تخريجه فى حواشى غريب الحديث للحربى ص ٩٥٦،٩٥٨.