كتاب أمالي ابن الشجري ت الطناحي

المجلس الموفى الخمسين يتضمن ذكر الحذف من قولهم: فوك وذو مال - فصل [في معنى قولهم: إن باب لويت أكثر من باب قوة:] - ج: 2 - ص: 252

قوله: وأظلّه، أراد: وأظلّ عليه (١).

ومن تركيب (ض وى) الضّوى: الهزال، وغلام ضاويّ: مهزول، ووزنه فاعول، وكانت العرب تقول: إذا تقارب نسب الأبوين جاء الولد ضاويا. ومنه قولهم: «استغربوا لا تضووا (٢)»، وهذا التركيب متّسع.

---

(١) فحذف «على» كما حذفها الآخر فى قوله: تحنّ فتبدى ما بها من صبابه وأخفى الذى لولا الأسى لقضانى يريد: لقضى علىّ. الكامل ص ٤٧، والعسكريات ص ١٩٢، وإيضاح شواهد الإيضاح ص ١٨٢ وشرح الحماسة للمرزوقى ص ١١٦٢، والمغنى ص ١٤٢،٥٧٧.
(٢) هذا القول يروى «استغربوا لا تضووا» كما ترى، ويروى: «اغتربوا ولا تضووا» و «اغتربوا لا تضووا» وقد تناقلته برواياته الثلاث كتب الفقه واللغة وغريب الحديث والأدب. وجاء فى كثير منها مسبوقا بعبارة: «وفى الحديث»، أو: «وجاء فى الحديث». أو «ورد به الخبر». وعلى ذلك جاء فى إصلاح المنطق ص ١٩٧، والبيان والتبيين ١/ ١٨٥، والصحاح (ضوى)، والتهذيب ١٢/ ٩٥، ومقاييس اللغة ٣/ ٣٧٦، والغربيين (ضوى)، وسمط اللآلى ص ٨٧١، والفوائد المحصورة فى شرح المقصورة ص ٣٩١، وشرح الحماسة للمرزوقى ص ١٧٦١، والفائق ٢/ ٣٥٠، وأساس البلاغة (ضوى). وعبارة ابن الأثير فى النهاية ٣/ ١٠٦ «وفيه» ومعناها: وفى الحديث، على ما هو معروف فى منهجه. ولم أجد هذا القول فى حديث من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا فى أثر من آثار الصحابة والتابعين، رضى الله عنهم أجمعين. وقد أورده ابن قتيبة فى غريب الحديث ٣/ ٧٣٧، مع أحاديث أخرى، وضعها تحت عنوان (أحاديث سمعت أصحاب اللغة يذكرونها لا أعرف أصحابها). ثم ذكره أيضا فى المعانى الكبير ص ٥٠٣، مسبوقا بعبارة: «وجاء فى الحديث». وقد وجدت مصادر أخرى ذكرت هذا القول دون نسبته إلى الحديث أو الخبر أو الأثر، وجاء فيها مسبوقا بعبارة «ولذلك قالوا» أو: «يقال»، أو «قيل»، أو «قال» دون ذكر القائل، كما ذكر الإمام الحربىّ فى غريب الحديث ص ٣٧٩. وانظر: الجمهرة ٣/ ١٠٣، والمجمل ١/ ٥٦٨، وجمهرة الأمثال ١/ ٦٠، وإيضاح شواهد الإيضاح ص ٢٠٩، والمجموع المغيث ٣/ ٢٨٧، والشرح الكبير على المقنع لابن قدامة المقدسى، بأسفل المغنى ٧/ ٣٤٠، وحاشية ديوان جرير ص ٦٦٢، عن نسخة المتحف البريطانى، وفيها شرح يظن محقق الديوان أنه من صنع ابن السكيت. ومن أصرح ما رأيته من نفى هذا القول عن الحديث والأثر، ما وجدته فى الأشباه والنظائر للخالديّين ١/ ٢٢٩، قالا: «ومن أمثالهم: اغتربوا لا تضووا». وواضح أن المراد بالأمثال هنا الأقوال الحكيمة، فإنى لم أجده فى كتب الأمثال المعروفة، والذى ذكرته من جمهرة الأمثال للعسكرى، إنما جاء استطرادا فى سياق المثل: «إن بنىّ صبية صيفيّون». =