للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

/رخّم عكرمة، فأجازوا على هذا فى سعة الكلام: يا أبا (١) عرو أقبل، وهذا لا يجيزه البصريّون إلاّ فى الشّعر، ومثله مما أنشده البصريّون:

ألا ما لهذا الدّهر من متعلّل ... عن الناس مهما شاء بالناس يفعل (٢)

وهذا ردائى عنده يستعيره ... ليسلبنى عزّى أمال بن حنظل

أراد: يا مالك بن حنظلة، فرخّم حنظلة، على لغة من قال: يا حار، فجعله اسما قائما بنفسه متصرّفا، فخفضه بعد الترخيم، لخروجه عن النداء.

الآصرة: القرابة، أو إسداء منّة، يقال: ما يعطفنى على فلان آصرة، أى ما يعطفنى عليه قرابة ولا منّة أسداها إليّ، والعرب تقول: فلان يستعير رداء فلان، إذا أراد أن يبقى بعده، وفلان قد استعار رداء أخيه، إذا بقى بعده.

وممّا رخّمته العرب فى غير النداء، فضالة وكلدة، فى قول أوس بن حجر (٣):

وفدت أمّى وما قد ولدت ... غير مفقود فضال بن كلد

ومنه قول آخر:

أرقّ لأرحام أراها قريبة ... لحار بن كعب لا لجرم وراسب (٤)

وأنشد أبو العباس المبرّد:

علىّ دماء البدن إن لم تفارقى ... أبا حردب ليلا وأصحاب حردب (٥)


(١) وجاء فى الشعر فى قول القاتل: أبا عرو لا تبعد فكلّ ابن حرّة سيدعوه داعى موته فيجيب راجع المجلس التاسع عشر.
(٢) للأسود بن يعفر. وتقدم فى المجلس المذكور.
(٣) ديوانه ص ١٩، عن ابن الشجرى فقط.
(٤) سبق فى المجلس التاسع عشر.
(٥) نسبه سيبويه لرجل من بنى مازن. الكتاب ٢/ ٢٥٥، وهو فى شرح أبياته لابن السّيرافى ١/ ٥٢٨ لمالك بن الريب، وهو مازنيّ. والبيت فى ديوانه-تحقيق الدكتور نورى القيسى-مجلة معهد المخطوطات، الجزء الأول من المجلد الخامس عشر. وأيضا ديوانه ضمن أشعار اللصوص وأخبارهم-للأستاذ عبد المعين الملّوحى ص ٢٦٠.