للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفى يوم الجمعة الثانى عشر لشهر ربيع الأخر أقبل جيش المسلمين وعليهم الشيخ أبو سعيد: عثمان بن أبى العلاء فانبرت إليه جيوش النصارى، وتلاقوا بمواضع خارج المرية (١)؛ فكانت الدائرة على النصارى، وقتل جماعة من زعمائهم وكماتهم (٢) وقتل الفرس تحت الشيخ أبى سعيد، لكن نجّاه الله تعالى، وسلمه.

ولما ضاقت صدور النصارى بالحرب وفشا فيهم القتل فى الأيام الفارطة عزموا على المكيدة؛ فخرجت فرقة من فرسانهم ليلا، وأبعدوا عن المحلة، فلما كان من الغد يوم الأحد الرابع عشر من شهور ربيع الأخير-أطلوا فى زى جيوش المسلمين عليهم البرانس، وعند ما تظاهروا للمحلة، ركب الجيش إليهم على حال استعجال، وخلفوا أخبيتهم ليس فيها أحد يستدرجون بذلك أهل البلد للخروج إليهم وقدر صدوا لهم المكامن، وعملوا عليها الخيل، ونصبوا لهم الحبائل، ولما بصر المسلمون بظاهر الحال، ولم يكن عندهم شعور بالمكيدة رفعوا الأعلام فى الأسوار (٣) وخرج الفرسان، وقائد البحر وجماعة من أعيان المرية قاصدين نحو الأخبية لينتهبوها، ثمّ إن الله سبحانه صرفهم عنها فعرجوا (٤) إلى جبل المرية ليبتدءوا بما هنالك من الأخبية؛ إذ كان أهلها من شرارهم. ولما شاهد أرباب الكمائن ذلك من فعل المسلمين حسبوا أنهم فطنوا للمكيدة، وأن تعريجهم إنما كان طلبا لنجاتهم؛ فانبروا من مكانهم، وأرادوا قطعهم عن البلد؛


(١) فى المطبوعة: «المدينة».
(٢) سقط من المطبوعة.
(٣) فى المطبوعة: «الأسواق».
(٤) فى المطبوعة: «فرجعوا».