للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، وتصرفاته في هذا الكون.

- لموت أحد ولا لحياته: السياق هو لموت إبراهيم، وإنما جاء ذكر الحياة لدفع توهم من يقول: لا يلزم من كونه سببًا للفقدان ألا يكون سببًا للإيجاد، فعمم النفي، ولأنَّهم كانوا في الجاهلية يقولون عند الكسوف: ولد اليوم عظيم، أو مات عظيم.

- رأيتموهما: في رواية: "فإذا رأيتموها" بتوحيد الضمير، الذي يرجع إلى الآية، والمعنى: إذا رأيتم كسوف أي واحد منهما؛ لاستحالة وقوع ذلك فيهما معًا، في حالةٍ واحدةٍ عادةً.

- ينكشف: حتى يرتفع ما حلَّ بكم من الخسوف.

- تنجلي: رُوي "تنجلي" بالتذكير والتانيث، ووجههما ظاهرٌ، والمراد صلوا وادعوا، حتى يذهب ظلامهما، ويصحوا.

* ما يؤخذ من الحديث:

١ - حصول كسوف الشمس زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم.

وقال الشيخ المباركفوري: اتَّفق المحققون من أهل التاريخ، وعلم الهيئة والماهية، في الحساب الفلكي على أنَّ الكسوف الذي وقع يوم مات إبراهيم وقع في ٢٨، أو ٢٩ من شهر شوال، سنة ١٠ من الهجرة، الموافق ٢٧ يناير سنة ٦٣٢ في الساعة الثامنة والثلاثين دقيقة صباحًا.

٢ - إبراهيم بن النبي -صلى الله عليه وسلم- من جاريته مارية القبطية المصرية، عاش ثمانية عشر شهرًا، ولم يولد له -صلى الله عليه وسلم- من غير خديجة ولد إلاَّ منها، ولما توفي حزن عليه -صلى الله عليه وسلم-، ودمعت عيناه، وقال: "العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلاَّ ما يرضي الرب، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون".

٣ - قال شيخ الإسلام: وقد أجرى الله العادة أنَّ القمر لا ينخسف إلاَّ وقت الأبدار، وهي الليالي البيض، وأنَّ الشمس لا تنكسف إلاَّ وقت الاسرار،

<<  <  ج: ص:  >  >>