للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٨٠ - وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ". مُتَّفقٌ عَلَيْهِ (١).

وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبي قتادَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِلَفْظِ: "لا صَامَ، وَلَا أفْطَرَ" (٢).

ــ

* مفردات الحديث:

- لا صام من صام الأبد: جملة إنشائية دعائية، جاءت على سبيل الإخبار، فهو دعاء عليه، لقصد الزجر عن هذا الصنيع، وقيل: إنَّها جملة خبرية، وأنَّ من صام الدهر، فقد ألِفَ نظام الأكل على هيئة الصيام، فلا يحس بألم الجوع والظمأ، فكأنَّه لم يصم.

- الأبد: بفتح الهمزة والباء، والأبد هو: الدهر الطويل، الذي ليس بمحدود، وجمعه: آباد وأبود.

* ما يؤخذ من الحديث:

١ - اختلف العلماء في معنى قوله: "لا صام من صام الأبد".

فقال بعضهم: هذا دعاء على الصائم؛ زجرًا له عن مواصلة الصيام المجهدة الشاقة، التي تمنع القائم بها عن كثير من أعمال البر والإحسان، وتعجزه عن القيام بالواجبات نحو نفسه ونحو أهله، ونحو من يمون، ونحو أصحاب الحقوق الواجبة، والمستحبة عليه.

وقال بعضهم: إنَّ معناه الإخبار عن حال هذا الصائم الذي لم يصم


(١) البخاري (١٩٧٧)، مسلم (١١٥٩).
(٢) مسلم (١١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>