للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في صحيح مسلم (١٢٥٩) عن أبي هريرة؛ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ في الليل ساعةً، لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ، يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلاَّ أعطاه إياه".

وجاء في الترمذي (٣٤٧٢)؛ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "عليكم بقيام الليل؛ فإنَّه دأب الصالحين قبلكم، وهو قُربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم".

والآيات والأحاديث والآثار في فضل قيام الليل، والحث عليه كثيرة معروفة، ولله الحمد.

* قيام رمضان:

والمراد بالقيام هنا: صلاة التراويح؛ لما أخرجه البخاري (١٨٧٣) ومسلم (١٢٧٠)، عن عائشة قالت: "صلَّى النَّبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة في المسجد في شهر رمضان، ومعه ناس، ثم صلَّى الثانية، فاجتمع الناس أكثر من الأولى، فلما كانت الثالثة، أو الرابعة، امتلأ المسجد حتىَّ غصَّ بأهله، فلم يخرج إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجعل الناس ينادونه، فقال: أمَا إنَّه لم يَخْفَ عليَّ أمركم، ولكني خشيت أن تُكتَب عليكم"، زاد البخاري في رواية: "فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك".

وأخرج النسائي (١٥٨٦) من طريق يونس بن يزيد عن الزهري الجزم بأن الليل التي لم يخرج فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- هي الرابعة.

وروى الترمذي (٧٣٤) بإسناد صحيح عن أبي ذرٍّ قال: "صمنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رمضان، فلم يقم بنا شيئًا من الشهر، حتى بقي سبع، فقام بنا، حتى ذهب ثلث الليل، فلما كان الخامسة، قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلتُ: يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة، فقال: إنَّ الرجل إذا صلَّى مع الأمام حتى ينصرف حسبت له قيام ليلة، فلما كان الليلة الثالثة، جمع أهله والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال الراوي: قلتُ: وما الفلاح؟ قال: السحور،

<<  <  ج: ص:  >  >>