للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٩١ - عَنْ أَبِي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عنْهُ- قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تُشَدُ الرِّحَالُ إلاَّ إلى ثَلَاثَةِ مسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (١).

ــ

* مفردات الحديث:

- لا تشد الرحال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: "تُشد" بضم الدال المهملة على أنَّ "لا" نافية، ويروى بسكونها على أنَّها ناهية، وهو مبني للمجهول، جاء بلفظ النفي بمعنى النَّهي؛ بمعنى: لا تشدوا الرحال، ونكتة العدول عن النَّهي إلى النفي حمل السامع على ترك الفعل، فيكون أبلغ بألطف وجه.

قال الطبري: النَّفْي أبلغ من صريح النَّهي، كأنه لا يستقيم أن يقصد بالزيارة إلاَّ هذه البقاع، لاختصاصها بما اختصَّت به.

- الرحال: جمع "رحل"، وهو للبعير كالسرج للفرس، وشده كناية عن السفر؛ لأنَّه يلازمه غالبًا، وهذا من باب الحصر عند علماء البلاغة، ومن أدواته عندهم النفي والاستثناء كهذا الحديث، فإنَّه أفاد تخصيص جواز السفر إلى المساجد الثلاثة دون غيرها من البقاع.

- المسجد الحرام: أي: المحرَّم، وفي إعراب المسجد الحرام وجهان:

الأوّل: الجر على أنَّه بدل من الثلاثة.

الثاني: الرفع على الاستئناف.

- ومسجدي هذا: اسم الإشارة للتعظيم، ومن أجل الإشارة خصَّ النووي مضاعفة الثواب في المسجد الذي على عهده -صلى الله عليه وسلم-، والذين يغلبون الاسم


(١) البخاري (١١٩٧)، مسلم (٨٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>