للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمَّموا المضاعفة لكل الزيادات التي ألحقت به.

- المسجد الأقصى: بإضافة الموصوف إلى الصفة، وهو جائز عند الكوفبين، وقول عند البصربين بإضمار المكان، وسمِّي "الأقصى" لبعده عن المسجد الحرام في المسافة.

وقال الزمخشري: سمي: أقصى؛ لأنَّه لم يكن حينئذٍ وراءه مسجد، وقيل غير ذلك.

* ما يؤخذ من الحديث:

١ - ساق المؤلِّف -رحمه الله تعالى- هذا الحديث ليبيِّن للقارىء أنَّه لا يصح أن يقصد بالزيارة، وشد الرحال، والسفر إلاَّ هذه المساجد الثلاثة، فهذه المساجد الثلاثة لها مزايا وخصائص، ليست لغيرها من البقاع:

أولًا: مضاعفة ثواب الأعمال فيها؛ فقد روى الطبراني في "الأوسط" (٧٠٠٨) عن أنسٍ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة"، قال ابن عبد البر: إسناده حسن، كما روى مسلم من حديث أبي هريرة: أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلاَّ المسجد الحرام".

ثانيًا: أنَّ هذه المساجد الثلاثة بناها أنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فالكعبة المشرفة بناها إبراهيم وإسماعيل، والمسجد الأقصى بناها يعقوب، ومسجد المدينة بناه النَّبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهذه المزية لا يلحقها غيرها من المساجد والبقاع، فالمكي قبلة الناس، وإليه حجهم، والمدني أُسِّس على التقوى، والأقصى قبلة الأنبياء السابقين، وأُولى قبلتي المسلمين.

٢ - بيَّن هذا الحديث الشريف أنَّ السفر لا يُنشأ لأية بقعة من بقاع الأرض، إلاَّ لهذه المساجد الثّلاثة، كما في حديث الباب؛ لما لها من المزية على غيرها، ولورود شرع الله تعالى بالإذن بشد الرحال إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>