* خلاف العلماء:
اختلف العلماء أي المكاسب أفضل؟ فبعضهم فضَّل الزراعة، وبعضهم فضَّل التجارة، وبعضهم فضَّل العمل باليد.
وأحسن ما يُقال: إنَّ الأفضل لكلِّ أحدٍ ما يناسب حاله، ولابُدَّ في جميعها من النصح، وعدم الغش.
* فوائد:
الأولى: حيوانات البحر كلها حلالٌ على الصحيح، فلا يستثنى منها شيء، ولا يحرم من الحيوانات البريَّة إلاَّ ما كان خبيثًا، وخبثه يُعرف بأمور:
١ - إمَّا أنْ ينص الشَّارع على خبثه؛ كالحُمر الأهلية.
٢ - أو على حدِّه؛ كذي النَّاب من السِّباع.
٣ - أو يكون معروف الخبث؛ كالحية.
٤ - أو يأمر الشَّارع بقتله؛ كالفأرة.
٥ - أو ينهى عن قتله؛ كالهدهد، والصرد.
٦ - أو يكون معروفًا بأكل الجِيَف؛ كالنسر.
٧ - أو متولدًا من حلالٍ وحرام؛ كالبغل.
٨ - أو يكون خبثه عارضًا بسبب تولَّد النَّجاسة في بدنه؛ كالجلالة.
٩ - أو يكون محرَّمًا لضرره البدني؛ كأنواع السموم، أو لضرره العقلي؛ كالخمر، والمخدرات.
١٠ - أو مذكًّى ذكاةً شرعيَّة، وقد تقدَّم في مقدَّمة الباب.
فهذه الأسباب كلها تجعله خبيثًا.
الثانية: قال الخطابي: "كل ما شككت فيه فالورع اجتنابه؛ لحديث: "دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك". وقال شيخ الإِسلام: "الفرق بين الورع والزهد: أنَّ الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما يخاف ضرره في الآخرة".