- بَغْلَتَهُ البيضاء: البغل: حيوان، أمه فرس، وأبوه حمار، فهو متولِّد منهما، وهي البغلة التي أهداها المقوقس صاحب الإسكندرية للنَّبي -صلى الله عليه وسلم-.
- صَدَقة: هي أرضه -صلى الله عليه وسلم- في قرية فدك.
* ما يؤخذ من الحديث:
١ - هذا الحديث من أدلَّة ما عليه النَّبي -صلى الله عليه وسلم- من إعراضه عن الدنيا الفانية إلى الدَّار الباقية، وتقلُّله منها، وشمائله في هذا الباب كثيرة، وأخباره مشهورة، صلوات الله وسلامه عليه، فإن مثل قوله تعالى:{قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}[النساء] نصب عينيه؛ فكان -صلى الله عليه وسلم- خُلُقه القرآن.
٢ - فالحديث يبين أنَّه -صلى الله عليه وسلم- توفيَ ولم يخلِّف عند موته درهمًا، ولا دينارًا، ولا عبدًا، ولا أمة، ولا شيئًا.
وإنَّما الَّذي ترك هو شيء من عدة سلاحه للجهاد في سبيله، وهو بغلتُهُ، وسلاحُهُ، وأرضٌ جعلها بعده صدقة؛ لأَنَّه -صلى الله عليه وسلم- قال:"لا نُوْرَثُ، ما تركناه فهو صدقة" [رواه البخاري (٣٠٩٢) ومسلم (١٧٥٨)].
٣ - الشَّاهد من الحديث إثبات الرق في الإسلام، وإثبات العتق أيضًا؛ فإنَّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- ملك رقيقًا؛ ولكنَّه أعتقه.