١٣٢٩ - وَعَنْ مُعَاوَيَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا، يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (١).
ــ
* مفردات الحديث:
- مَن: اسم شرط يجزم فعلين، فـ"يرد" فعل الشرط، و"يفقهه" جوابه، وكلاهما مجزوم.
- يُرِد: بضم الياء المثناة التحتية، من الإرادة، والإرادة: صفة مخصِّصة لأحد طرفي المقدور بالوقوع، وأما الخير: فهو ضد الشر.
- يُفَقِّهْهُ: من فقه بالكسر فقهًا، من باب علم، وفقه بالضم: إذا صار فقيهًا، فمعنى يفقهه: يجعله فقيهًا في الدين.
والفقه لغة: الفهم.
واصطلاحًا: العلم بالأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية بالاستدلال.
- الدِّين: بكسر الدال، قال في المصباح: وإن قرنت بالإسلام دينًا يقيد به كذلك، والمراد بالفقه بالدين ما يشمل الأصول والفروع.
* ما يؤخذ من الحديث:
١ - هذا الحديث دليل على عظمة الفقه في الدِّين، الذي يشمل أصول الإيمان وشرائع الإسلام، وحقائق الإحسان، ومعرفة الحلال والحرام؛ فإنَّ الدِّين يشمل هذه الأمور الهامة العظام كلها؛ فإنَّ جبريل لما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه القواعد، وأجابه عنها، قال:"هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" [رواه البخاري (٥٠) ومسلم (٢٩)].