للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرب من ربه، وأنَّ ربه يذكره في نفسه، وفي الملأ الأعلى، فيباهي ملائكته بالذاكرين، وأنَّها أفضل الذكر، وأنَّها غِراس الجنة، وهي سهلة النطق، كثيرة الأجر، عظيمة النفع.

٥ - أما معانيها: "فسبحان الله": هي تقديسه وتنزيهه عن العيوب والنواقص، وأعظم ما في ذلك: نفي الشريك له في ربوبيته، وإلاهيته، ونفي الشبيه له في أسمائه الحسنى وصفاته العلى.

وأما "الحمد لله": فإثبات جميع المحامد له، التي أهمها إثبات وحدانيته في إلاهيته وربوبيته، وإثبات ما جاء في كتابه وعلى لسان رسوله من الصفات الذاتية والفعلية، من غير تأويل لها, ولا تحريف، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا تشبيه، وإنما نثبت حقيقة الصفة له، وندع علم كيفيتها إليه تعالى.

وأما "لا إلله إلاَّ الله": فهي الكلمة العظيمة التي هي مفتاح الإِسلام وبابه، وهي عنوانه، وعلامته، وشارتُهُ، وهي الكلمة التي تنفي كل العبادة عن جميع المخلوقات، وتثبتها لله وحده لا شريك له؛ فلا معبود بحق سوى الله تعالى.

وأما "الله أكبر": فهي تثبت استحقاق الله وحده لصفات الجلال والعظمة والكبرياء.

٦ - قوله: "لا يضرك بأيهنَّ بدأت": فهذا دليل على جواز البداءة بأية جملة منهنَّ؛ لكن بالنظر إلى معاني هذه الجمل، فلعلَّه يحسن أن يقدِّم الذاكر: "سبحان الله"؛ لأنَّه تنزيه الله عن النقائص؛ فهو تخلية.

ثم "الحمد لله"؛ فهذا تحلية بعد تخلية، وهو إثبات المحامد، بعد التخلية من النقص.

ثم "لا إله إلاَّ الله"؛ فهذه نفي للمشاركة في المحامد الثابتة لله تعالى.

ثم "الله أكبر" فهو بعد التنزيه، وإثبات المحامد، ونفي الشريك:

<<  <  ج: ص:  >  >>