للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألا تنظُر إلى القمر ما أحسنَ استواءه في هذه الليلة! قال: فنظرَ عمرُ فإذا هو في الدَّبَران، فقال: كأنَّك أردتَ أن تُعْلِمَني أنَّ القمرَ في الدَّبَران، يا مزاحم، إنَّا لا نخرجُ بشمسٍ ولا بقمر، ولكنَّا نخرجُ بالله الواحد القهار (١).

فإن قيل: فما تقولون فيما رُوِيَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يستحبُّ الفأل؛ ففي «الصحيحين» (٢) من حديث أنسٍ وأبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا عدوى ولا طيرة، وخيرُها الفأل»، وفي لفظ: «وأصدقُها الفأل» (٣)، وفي لفظ: «وكان يعجبُه الفأل» (٤)، وفي لفظ مسلم: «ويعجبني الفألُ الصالح، الكلمةُ الحسنة» (٥).

وقال: «إذا أبردتُم إليَّ بريدًا فاجعلوه حسَنَ الاسم حسَنَ الوجه» (٦).


(١) ووقع مثل هذا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أخرجه الرافعي في «التدوين» (٣/ ١٧٣)، والخطيب في «القول في حكم النجوم» (١٨٤ - مختصره)، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٨/ ٧٢).
(٢) تقدم.
(٣) كما في حديث عروة بن عامر المتقدم (ص: ١٤٧٣) تعليقًا. وفي حديث حابس التميمي عند أحمد (٥/ ٧٠)، وأبي يعلى (١٥٨٢)، وفي إسناده اضطراب. انظر: «الاستيعاب» (٢٨٠). وفي حديث أنس عند ابن وهب في «الجامع» (٦٤٠)، وإسناده ضعيف. وفي حديث أبي أمامة عند الطبراني في «الكبير» (٨/ ١٦٤)، وفي إسناده ضعف كذلك.
(٤) أخرجه ابن ماجه (٣٥٣٦)، وصححه ابن حبان (٦١٢١). وفي الصحيحين: «ويعجبني الفأل».
(٥) لم أجده عند مسلم، وهو في البخاري (٥٧٥٦).
(٦) مضى القول فيه (ص: ٦٨٠).