للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الولادة ودنا المَخاض (١)، أوحى إليها ربُّها وفاطرُها أن تضع حملَها وتُخرِجَ أثقالها، فتُخرِج النَّاسَ من بطنها إلى ظهرها، وتقول: ربِّ هذا ما اسْتَوْدَعْتَني، وتُخرِجُ كنوزَها بإذنه تعالى، ثمَّ تحدِّثُ أخبارَها، وتشهدُ على بَنِيها بما عملوا على ظهرها من خيرٍ أو شرٍّ.

فصل

ولما كانت الرياح تَجُولُ فيها (٢)، وتدخلُ في تجاويفها، وتُحْدِثُ فيها الأبخِرَة، فتختنقُ (٣) الرياح، ويتعذَّرُ عليها المنفَذ= أَذِنَ الله سبحانه لها في الأحيان بالتنفُّس، فتُحْدِثُ فيها الزَّلازلَ العِظام (٤)، فيحدثُ من ذلك لعباده الخوفُ والخشيةُ والإنابةُ والإقلاعُ عن معاصيه والتضرُّعُ إليه والنَّدم (٥).

كما قال بعض السَّلف وقد زُلزِلت الأرض: «إنَّ ربَّكم يَسْتَعْتِبكم» (٦).

وقال عمر بن الخطَّاب، وقد زُلزِلت المدينة، فخطَبهم ووعظهم، وقال: «لئن عادت لا أساكِنكم فيها» (٧).


(١) (ن، ح): «ودنو المخاض».
(٢) أي: في الأرض.
(٣) (د، ق، ت): «وتنخنق». (ح): «وتتخفق».
(٤) انظر: «مجموع الفتاوى» (٢٤/ ٢٦٤).
(٥) (ق، ت): «والتوبة».
(٦) تقدم تخريجه (ص: ٣٤٠).
(٧) أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٤٧٣)، وابن أبي الدنيا في «العقوبات» (٢٠)، والبيهقي (٣/ ٣٤٢) بإسنادٍ صحيح.