للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواه الترمذي عنه، وقال: «حديثٌ حسن». قال: «ومحمد بن عيينة مِصِّيصيٌّ شامي، وكثيرُ بن عبد الله هو كثير بن عمرو بن عوف المزني».

وفي حديثه (١) ثلاثة أقوالٍ لأهل الحديث (٢): منهم من يصحِّحه، ومنهم من يحسِّنه، وهما للترمذي، ومنهم من يضعِّفه ولا يراه حجَّة، كالإمام أحمد وغيره.

ولكنَّ هذا الأصل ثابتٌ من وجوه:

كحديث: «من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثلُ أجور من اتبعه» (٣)، وهو صحيحٌ من وجوه.

وحديث: «من دلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعله» (٤)، وهو حديثٌ حسنٌ رواه الترمذي وغيره.

فهذا الأصلُ (٥) محفوظٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالحديثُ الضعيفُ فيه بمنزلة الشواهد والمتابعات، فلا يضرُّ ذِكْرُه.

الوجه الستون: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أوصى بطلبة العلم خيرًا، وما ذاك إلا لفضل مطلوبهم وشرفه.


(١) أي: حديث كثير بن عبد الله.
(٢) انظر: «التهذيب» (٨/ ٤٢٢)، و «الميزان» (٣/ ٤٠٦)، و «جامع الترمذي» (٤٩٠، ٥٣٦، ١٣٥٢، ٢٦٣٠). وليعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (١/ ٣٥٠) قولٌ عجيبٌ في من ذهب إلى تضعيفه.
(٣) تقدم تخريجه (ص: ١٦٧).
(٤) أخرجه مسلم (١٨٩٣)، والترمذي (٢٦٧١) من حديث أبي مسعود الأنصاري.
(٥) وهو فضلُ إحياء السُّنة، والدعوة إليها.