للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بجفافه، وتحليل ما لا يُنتَفعُ إلا بتحليله، وعَقْد ما لا يُنتَفعُ إلا بعَقْدِه وتركيبه= فأكثرُ من أن يحصى.

ثمَّ تأمَّل ما أُعطِيَتْه النَّارُ من الحركة الصَّاعدة بطبعها إلى العلوِّ، فلولا المادةُ تمسكُها لذهبَت صاعدةً، كما أنَّ الجسمَ الثقيلَ لولا الممسكُ يمسكُه لذهَبَ نازلًا.

فمن أعطى هذا (١) القوَّة التي (٢) يَطلُبُ بها الهبوطَ إلى مستقرِّه، وأعطى هذه القوَّة التي تَطلُبُ (٣) بها الصُّعودَ إلى مستقرِّها؟! وهل ذلك إلا بتقدير العزيز العليم؟!

فصل (٤)

ثمَّ تأمَّل هذا الهواءَ وما فيه من المصالح؛ فإنه حياةُ هذه الأبدان والممسكُ لها من داخلٍ بما تَستَنشِقُ (٥) منه، ومن خارجٍ بما تُباشَرُ (٦) به من رَوْحِه، فتتغذَّى (٧) به ظاهرًا وباطنًا.

وفيه تُطْرَدُ هذه الأصواتُ فيَحْمِلُها ويؤدِّيها للقريب والبعيد؛ كالبريد والرسول الذي شأنُه حملُ الأخبار والرسائل.


(١) في الأصول: «هذه». والأشبه ما أثبت.
(٢) (ت): «الذي».
(٣) مهملة في (د). وفي (ق، ت): «يطلب».
(٤) «الدلائل والاعتبار» (١٢)، «توحيد المفضل» (٨٨ - ٩٠).
(٥) (د، ت، ق، ن، ض): «يستنشق». (ر): «تستنشئ».
(٦) (ح، ت، ن، ض): «يباشر».
(٧) (ح، ن): «ليتغذى». (ق، د، ت): «فيتغذى».