للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآلةُ معطَّلةً بغير منفعة، فالحكمةُ التَّامَّةُ فيما وُجِدَت خلقةُ كلٍّ منهما عليه.

فصل (١)

فارجِع الآن إلى نفسك، وكرِّر النَّظر فيك، فهو يكفيك (٢).

وتأمَّل أعضاءك وتقديرَ كلِّ عضوٍ منها للأرب والمنفعة المهيَّأ لها:

فاليدان للعلاج والبطش، والأخذ والإعطاء، والمحاربة والدَّفع.

والرِّجلان لحمل البدن (٣)، والسَّعي والرُّكوب، وانتصاب القامة.

والعينان للاهتداء، والجمال، والزِّينة، والملاحة، ورؤية ما في السَّموات والأرض وآياتهما وعجائبهما.

والفمُ للغذاء، والكلام، والجمال، وغير ذلك.

والأنفُ للنفَس، ولإخراج فضلات الدِّماغ، وزينةٌ للوجه.

واللسانُ للبيان والتَّرجمة عنك.

والأذنان صاحبا الأخبار يؤدِّيانها إليك.

فاللسانُ رسولٌ إلى خارج، والأذنان رسولان من خارجٍ إليك؛ فهما يؤدِّيان إليك (٤)، واللسانُ يبلِّغُ عنك.

والمعدةُ خزانةٌ يستقرُّ فيها الغذاء، فتطبخُه وتنضجُه، وتصلحُه إصلاحًا آخرَ وطبخًا آخرَ غيرَ الإصلاح والطَّبخ الذي تولَّيتَه مِنْ خارج، فأنت تُعاني


(١) «الدلائل والاعتبار» (٤٦)، «توحيد المفضل» (١٨ - ٢٠).
(٢) (ت): «ويكفيك». (ن): «وكرر النظر فيك يكفيك».
(٣) (ح): «لحملان البدن». (ن): «يحتملان البدن».
(٤) من قوله: «فاللسان رسول ... » إلى هنا ساقط من (ح، ن).