للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا سَتَر له عورةً، ولا امتنع من فاحشة.

وكثيرٌ من النَّاس لولا الحياءُ الذي فيه لم يؤدِّ شيئًا من الأمور المفتَرضة عليه، ولم يَرْع لمخلوقٍ حقًّا، ولم يَصِل له رَحِمًا، ولا برَّ له والدًا (١)؛ فإنَّ الباعث على هذه الأفعال إمَّا دينيٌّ ــ وهو رجاءُ عاقبتها الحميدة ــ، وإمَّا دنيويٌّ عاديٌّ (٢) ــ وهو حياءُ فاعلها من الخلق ــ؛ فقد تبيَّن أنه لولا الحياءُ إمَّا من الخالق أو من الخلائق لم يفعلها صاحبُها.

وفي التِّرمذي (٣) وغيره مرفوعًا: «استحيُوا من الله حقَّ الحياء»، قالوا: وما حقُّ الحياء؟ قال: «أن تحفظ الرَّأسَ وما حوى، والبطنَ وما وعى، وتذكُر المقابرَ والبِلى».

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا لم تستَح فاصنع ما شئت» (٤).


(١) (ت): «ولا بر له والدا ولا ولدا».
(٢) في طرة (ح) إشارةٌ إلى أن في نسخة: «دنيوي علوي»، وهي تحريف.
(٣) (٢٤٥٨)، و «مسند أحمد» (١/ ٣٨٧)، وأبي يعلى (٥٠٤٧)، والبزار (٢٠٢٥)، وغيرهم من حديث عبد الله بن مسعودٍ بإسنادٍ ضعيف، والأشبه أنه موقوف.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ إنما نعرفه من هذا الوجه». وصححه الحاكم (٤/ ٣٢٣)، ولم يتعقبه الذهبي.
وروي مرفوعًا من وجوه أخرى لا يصحُّ منها شيء.
وانظر: «المجروحين» (١/ ٣٧٧)، و «الميزان» (١/ ٥، ٢/ ٣٠٦)، و «الترغيب والترهيب» للمنذري (٣/ ٣٨٣).
(٤) أخرجه البخاري (٣٤٨٣) من حديث أبي مسعود الأنصاري.