للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: إذا كان الاختلاف بين ثقة وضعيف، فلا عبرة برواية الضعيف، وفي ذلك يقول الذهبي: «فإن كانت العلة غير مؤثرة بأنْ يرويه الثبت على وجه ويخالفه واهٍ فليس بمعلول، وقد ساق الدارقطني كثيراً من هذا النمط في كتاب العلل، فلم يُصِب؛ لأنَّ الحكم للثبت» (١).

٣ - معرفة مراتب الرواة، مما يعين على معرفة العلل معرفة مراتب

الرواة، والترجيح بينهم والجمع بين رواياتهم على أسس علمية وقواعد منهجية، فقد حضّ جهابذة النقاد على ذلك، قال ابن رجب: «معرفة مراتب الثقات وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف … » (٢)، ونفى العلائي أنْ يكون الناقد مُعِلاّ حتى يكون مدركاً لمراتب الرواة بقوله: «ولا يقوم به إلا من

منحه الله فهماً … وإدراكاً لمراتب الرواة … » (٣)، وأعاد ابن حجر القول إذ قال: «ولا يقوم به إلا من رزقه الله تعالى .. إدراكاً لمراتب الرواة ومعرفة

تامة .. » (٤).

ولوّح مصطفى باحو إلى قيمة هذا الجانب، إذ قال: «وأهمية معرفة طبقات الرواة تتجلى عند التعارض، فينظر في أصحاب الراوي والآخذين عنه، ودرجاتهم في الحفظ، والمقدم منهم عند الاختلاف والاضطراب، والمشتهر منهم بكثرة ملازمة شيخه ومعرفته لحديثه وتثبته فيه؛ ولهذا تكلم الحفاظ في كتب الرجال كثيراً حول تمييز الآخذين عن الراوي، وأيهم يقدّم عند الاختلاف .. » (٥). وفي هذا الجانب أمران:

الأول: الترجيح بين الرواة: إنَّ علم العلل يبحث في أخطاء الرواة وبخاصة الثقات، ثم إنَّ الترجيح بينهم يكون بالمتابعات، ومعرفة الراوي بحديث شيخه، ومدى قوة رواية التلميذ عن شيخه، فكم من راوٍ ثقة وتكلم


(١) " الموقظة ": ٥٢.
(٢) " شرح علل الترمذي " ٢/ ٤٦٧ ط. عتر و ٢/ ٦٦٣ ط. همام.
(٣) نقله ابن حجر في " النكت " ٢/ ٧٧٧ و: ٥٤٣ بتحقيقي.
(٤) " نكت ابن حجر " ٢/ ٧١١ و: ٤٨٥ بتحقيقي.
(٥) " العلة وأجناسها ": ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>