للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثاله: قول أبي داود السجستاني: حدثنا مخلد بن خالد، قال: حدثنا إبراهيم - يعني: ابن خالد - عن رباح بن زيد، فذكره بإسناده حديثاً.

فعبارة (يعني: ابن خالد) إدراج من أبي داود، وعلامة الإدراج قوله: «يعني» ولو لم تأت هذه القرينة وجاء السياق بلفظ: (إبراهيم بن خالد)، لم يصح ادعاء الإدراج في تفسيره، وإنما هو تعريف مخلد نفسه بشيخه» (١).

[أسباب وقوع الإدراج]

إنَّ الباعث عَلَى الإدراج يختلف من شخص لآخر، ومن حَدِيْثٍ إلى حَدِيْثٍ غيره، ما بَيْنَ تفسير كلمة، أَو استنباط حكم، أَوْ قلة ضبط.

ويمكننا أنْ نجمل سبب وقوع الإدراج فِيْمَا يأتي:

١. أنْ يريد الرَّاوِي تفسير بعض الألفاظ الغريبة الواردة في متن الْحَدِيْث، فيحملها عَنْهُ بعض الرُّوَاة من غَيْر فصل لتفسير تِلْكَ الألفاظ.

مثاله: حَدِيْث عُقيل (٢)، عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين في قصة بدء الوحي، وفيه: «وَكَانَ يخلو بغار حراء فيتحنث فِيْهِ، وَهُوَ التعبد … » (٣).


(١) " تحرير علوم الحديث " ٢/ ٦٨٢ - ٦٨٣.
(٢) هُوَ عقيل - بالضم - بن خالد بن عقيل الأيلي، أبو خالد الأموي مولاهم: ثقة ثبت، توفي سنة (١٤٤ هـ)، وَقِيْلَ: (١٤٢ هـ)، وَقِيْلَ: (١٤١ هـ).
انظر: " تهذيب الكمال " ٥/ ٢٠٥ (٤٥٩٠)، و" الكاشف " (٣٨٦٠)، و" التقريب "
(٤٦٦٥).
(٣) أخرجه: البخاري ١/ ٣ (٣) و ٦/ ٢١٤ (٤٩٥٣)، ومسلم ١/ ٩٨ (١٦٠) (٢٥٤)، وابن منده في " الإيمان " (٦٨٥)، والبغوي (٣٧٣٥). وتوبع عقيل إذ أخرجه: عبد الرزاق (٩٧١٩)، ومن طريقه إسحاق بن راهويه (٨٤٠)، وأحمد ٦/ ٢٣٢، والبخاري ٩/ ٣٧ (٦٩٨٢)، ومسلم ١/ ٩٨ (١٦٠) (٢٥٣)، والفاكهي في " أخبار مكة " (٢٤٣٠)، وابن حبان (٣٣)، والآجري في … " الشريعة ": ٤٣٩ - ٤٤٠ وفي ط. الوطن (٩٦٩)، وابن منده في " الإيمان " (٦٨٣)، والحاكم ٣/ ١٨٣، واللالكائي في " أصول الاعتقاد " (١٤٠٨) و (١٤٠٩)، وأبو نعيم في " دلائل النبوة ": ١٤٢، والبيهقي في " دلائل النبوة " ٢/ ١٣٥ عن معمر.
وأخرجه: البخاري ٦/ ٢١٤ (٤٩٥٣)، ومسلم ١/ ٩٧ (١٦٠) (٢٥٢)، وأبو عوانة ١/ ١٠٢ (٣٢٨)، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (٢٢)، والبيهقي ٩/ ٥ من طريق يونس بن
يزيد.
كلاهما: (معمر، ويونس) عن الزهري، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>