ومثال ما رواه الثقة فأخطأ في زيادة فيه ما روى شعبة بن الحجاج، عن خالد الحذّاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا استيقظ أحدُكم مِنْ نومه فلا يغمسْ يده في إنائه أو في وضوئه حتى يغسلها، فإنَّه لا يدري أين باتت يده منه».
هكذا رواه شعبة بن الحجاج، وزاد فيه:«منه».
أخرجه: أحمد ٢/ ٤٥٥ عن محمد بن جعفر، عن شعبة.
وأخرجه: ابن خزيمة (١٠٠) بتحقيقي، ومن طريقه البيهقي ١/ ٤٦، وابن حبان (١٠٦٥)، والدارقطني ١/ ٤٨ ط. العلمية و (١٢٧) ط. الرسالة من طريق محمد بن الوليد، عن محمد بن جعفر، عن شعبة (٢).
وأخرجه: ابن عساكر في " تاريخ دمشق" ٢٣/ ٣٥٦ من طريق محمد بن يحيى الذهلي، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة.
وهذا الحديث لما ساقه ابن خزيمة، قال:«حدثنا محمد بن الوليد بخبر غريب» مما جعل البيهقي يفهم أنَّ محمد بن الوليد هو الذي تفرد بزيادة: "منه" إذ قال عقب تخريج الحديث: «قوله: "منه" تفرد به محمد بن الوليد البسري، وهو ثقة».
أقول: محمد بن الوليد بريٌ من زيادة "منه" في الحديث، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، إذ تابعه الإمام أحمد متابعة تامة كما تقدم، وتابعه محمد بن يحيى الذهلي عند ابن عساكر متابعة نازلة.
وليس الحمل على محمد بن جعفر في هذا الحديث؛ لأنه قد توبع، تابعه عبد الصمد بن عبد الوارث متابعة تامة عند ابن عساكر، وكذا ذكر الدارقطني هذه المتابعة عقب تخريجه الحديث في " السنن" وكذا قال في " العلل" ٨/ ٢٨٦ (١٥٧٢)، ونقل ابن الملقن في " البدر المنير " ١/ ٥٠٦ قول الدارقطني فقال: «وقال الدارقطني في علله: تفرد بها شعبة».