هذا إسناد مختلق فيه أحمد بن عبد الله لعله الجويباري الذي قال عنه النسائي في " الضعفاء والمتروكون "(٦٧): «كذاب»، وقال ابن حبان في "المجروحين " ١/ ١٤٢: «دجال من الدجاجلة كذاب»، وقال ابن عدي في " الكامل " ١/ ٢٩١: «كان يضع الحديث لابن كرَّام على ما يريده»، وقال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكون "(٣٧): «كذاب»، وقال الخليلي فيما نقله ابن حجر في " لسان الميزان "(٥٦٦): «كذاب، يروي عن الأئمة أحاديث موضوعة».
ويكفي في نقد هذا الحديث ما نقله ابن الجوزي في " الموضوعات " ١/ ١٦٦ ط. الفكر قال: «قال مهنأ: سألت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن قولهم: استعينوا على طلب الحوائج بالكتمان؟ فقالا: هو (١) موضوع وليس له أصل». وقد تقدم قول أبي حاتم أنه لا أصل له.
وهذا الحديث أمارات الوضع بادية عليه، فعلى الرغم من أنَّ هذا الحديث روي عن عدة من الصحابة، غير أنه تفرد به من تسوروا بزي أهل الحديث، من أجل بعض المصالح الدنيوية أو الإغراب عن الثقات، ولكن هؤلاء لم يغيبوا عن نقد النقاد، فبينوا كذبهم، وفضحوا أمرهم؛ غيرة منهم على سنة النبي ﷺ فجزاهم الله كل خير.
وقد يروي الحديث راوٍ مجهول، ويشترك اسم هذا المجهول مع اسم غيره من الثقات الأثبات فيختلط الاسمان فيحسب بعضهم أن ذاك المجهول هو الثقة، ويتنبه آخرون لذلك لقرائن قامت لديهم، مثاله ما رواه …