للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اضطرب في هذا الحديث، فرواه عند الخطيب في " تاريخ بغداد " كما تقدم. ورواه عند ابن الجوزي في " الموضوعات " ٢/ ١٦٥ ط. الفكر و (١٠٧١) … ط. أضواء السلف من طريق المأمون، عن المهدي، قال: حدثني أنَّ أمير المؤمنين المنصور حدّثه، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، فأضاف إلى الإسناد عطاء - وهو ابن أبي رباح - وحذف منه الرشيد.

قال ابن الجوزي ٢/ ١٦٦: « … أما حديث ابن عباس فإنه من عمل الأبزاري».

وروي من حديث علي بن أبي طالب .

أخرجه: الخلعي في " الفوائد " كما في " السلسلة الصحيحة " للألباني (١٤٥٣) قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج، قال: أخبرناه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد القرقساني العطار، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن مروان الأصفر (١)، عن النزال بن سبرة، عن علي بن أبي طالب (٢).


(١) في مطبوع الصحيحة: «الأصغر» وهو خطأ، انظر: " التقريب " (٦٥٧٦).
(٢) هكذا نقل الشيخ الألباني إسناد هذا الحديث، وقال عقبه: «وهذا إسناد مظلم من دون غندر .. لم أعرفهم .. وأحمد بن عبد الله أظنه الجويباري .. »، وقد نقل إسناد هذا الحديث السيوطي في " اللآليء المصنوعة " كما في " مسند علي ٧/ ٢٨٤٨ (١٦٤٦٨) عن فوائد الخلعي أيضاً وعنده: « .. القرقساني العطار، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمان، قال: حدثنا غندر .. » ولم أقف على ترجمة القرقساني ولا على ترجمة أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمان المذكور، وقد قال عنه المعلمي في تعليقه على " الفوائد المجموعة ": ٧٠: «وفي طبقته أحمد بن عبد الله أبو عبد الرحمان الفرياناني، تالف .. فإن لم يكنه فهو مجهول»، وعلى كل حال فهذا السند بعيد جداً عن الصحة لما علمت من حاله سيما وأن نسخة غندر عن شعبة نسخة مشهورة تداولها المصنفون الأوائل في دواوينهم فيمتنع أن يعرضوا عن هذا الحديث وينفرد به الخلعي بإسناد هذا حاله، وليدرك القارئ أن من أشد ما نعانيه في رحلتنا مع هذا العمل كثرة التصحيفات والتحريفات الوارة في الكتب، التي تجعلنا نقف طويلاً في حل خطأ أو تعديل وهم ناسخ أو تصحيف أو تحريف أو سقط أو زيادة مقحمة، وقديماً قال الجاحظ في كتاب " الحيوان " ١/ ٧٩: «ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفاً أو كلمة ساقطة فيكون إنشاء عشرة ورقات من حر الفظ وشريف المعنى أيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام» ثم ليدرك القارئ أن المتقدمين لم يعثروا بمثل هذا الهفوات العظيمة التي تواجهنا اليوم في الحكم على الأسانيد مما ينتهي بالناقد الحصيف إلى إدراك الفرق بين المتقدمين والمتأخرين، وأن بعد الشقة حال بيننا وبين القوم، وقديماً قيل: «علم الرجال لأولئك الرجال».

<<  <  ج: ص:  >  >>