للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنواع علل المتن]

[النوع الأول من أنواع علل المتن: معارضة خبر الآحاد.]

التعارض: هو التقابل على سبيل التمانع بين أمرين أو أكثر، فكل أمر منها يدل على ما ينافي الأمر الآخر.

قال الغزالي: «اعلم أنَّ التعارض هو التناقض» (١)، وقال الصنعاني: «حقيقة التعارض بين الشيئين تقابلهما، وحيث يمنع كل واحد منهما مقتضى الآخر» (٢).

أما خبر الآحاد، فالآحاد جمع أحد أي واحد، قال ابن حجر: «وخبر الواحد في اللغة: ما يرويه شخص واحد، وفي الاصطلاح: مالم يجمع شروط التواتر» (٣).

قال البقاعي: «والأصل في خبر الواحد أنَّ النبي كان يرسل رسله إلى الآفاق وحداناً بأوامره ونواهيه التي تستباح بها الدماء والأموال وغيرها، بكتب وبغير كتب، ولم يشهد على شيء من ذلك اثنين، وكان يأمر بقبول أخبارهم» (٤).

وقال ابن رجب: «وأما خبر الواحد الثقة الذي ليس له معارض أقوى


(١) " المستصفى " ٢/ ٣٩٥.
(٢) " إجابة السائل شرح بغية الآمل " ١/ ٩١. وقال الزركشي في " البحر المحيط " ٤/ ٤٠٧: «فهو تفاعل من العُرض - بضم العين -، وهو الناحية والجهة، وكأن الكلام المتعارض يقف بعضه في عرض بعض، أي ناحيته وجهته، فيمنعه من النفوذ إلى حيث وُجّه، وفي الإصطلاح: تقابل الدليلين على سبيل الممانعة».
(٣) " نزهة النظر ": ٣٢.
(٤) " النكت الوفية " ١/ ٥٩٢ - ٥٩٣ بتحقيقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>