للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النوع الثاني من أنواع علل المتن: الاختصار]

اختصار الكلام: إيجازه، وهو حذف الفضول من كل شيء (١).

والحديث المختصر: هو الذي يرويه بعض رواته، مقتصرًا على

بعض معانيه، تاركًا التفصيل، وتكون ألفاظه أقل من أصله أو من نظيره المطوَّل.

وقد سلف اختصار الحديث أو روايته بالمعنى كسبب من أسباب وقوع العلة، وذلك حين يكون الراوي قليل المذاكرة لكتبه، ويحدّث بالراسخ في ذهنه، لا سيما إذا لم يكن عالمًا باللغة وألفاظها وما يحيل معناها.

وقد يكون مقبولاً إذا لم يخلّ الراوي بالمعنى، وإلا فهو مردود، نقل ابن رجب عن أبي بكر الخلال قال: «إنَّما أنكر أحمد مثل هذا الاختصار الذي يُخل بالمعنى لا أصل اختصار الحديث» (٢)، وعند إطلاق عبارة: (اختصار الحديث) يراد اختصار متنه. وهو على نوعين:

الأول: إيجاز ألفاظه بتقطيعه وتفريقه في الأبواب بحسب الاحتجاج به على مسألة مسألة .. .

الثاني: تلخيص معناه.

فالأول كان يفعله البخاري كثيراً (٣)، والثاني فهو ما سيأتي في الرواية بالمعنى.

وقد اختلف الناس في جواز اختصار الْحَدِيْث، والاقتصار عَلَى بعضه، وكانت لَهُمْ مذاهب في هَذَا وحجج:


(١) " لسان العرب " مادة (خصر).
(٢) " فتح الباري " ٢/ ١٠٥.
(٣) " لسان المحدثين " مادة (اختصار الحديث).

<<  <  ج: ص:  >  >>