أما الوَهْم: بسكون الهاء، فإنَّه يقال فيما سبق الذهن إليه مع إرادة غيره، مثال ذلك: من ناديته باسم (أسعد) وأنت تريد أن تقول: (أحمد) فهذا وَهْم. ويختلف وزن الفعل لأحد المعنيين عن الآخر فالوَهَم بفتح الهاء، الفعل منه: (وَهِم يَوْهَم) أما الوَهْم بسكون الهاء، فالفعل منه: (وَهَمَ يَهِمُ)، والملاحظ في استعمال المحدّثين الجمع بين البابين، وهو ما يسميه الصرفيون: باب تداخل اللغتين، بأن يأخذوا ماضي الصيغة المفتوحة، ومضارع الصيغة الساكنة. وإنما آثر المحدّثون وغيرهم في مقام التخطئة لفظ (وَهِمَ) و (يَهِمُ) و (الوَهَم) و (الوَهَل) و (أوهام) على لفظ (غَلِطَ) و (يَغلَط) و (الغَلَط) و (أغلاط)؛ لوضوح المعنى في (غَلِط) ومشتقاته، وغموضه في (وَهِمَ) ومشتقاته، ولاشتراكه في المادة مع لفظ (الوَهْم) بالسكون، الذي هو أخفّ مدلولاً من (الوَهَم) بالفتح، فيكون ألطف جرحاً وآدب نقداً. وهذا ديدن العرب في مقام التعبير عما يكره من قول أو فعل، بل هو ديدن القرآن فانظر ماذا استعمل القرآن للتعبير عن قضاء حاجة الإنسان (الغائط) وهو المكان المنخفض من الأرض، و (يأكلان الطعام) عند بعض المفسرين كنى به عن قضاء الحاجة وهو أول العملية … وانظر ألفاظه حين يتكلم عن اتصال الزوج بزوجته لقضاء الشهوة (الرفث) و (لامستم) و (فأتوهن) وغيرها .. وانظر: " الرفع والتكميل " للكنوي: ٥٤٩ - ٥٥٤ لمحققه أبي غدة حيث أبدع في عرض اللفظين. (٢) انظر: " معرفة أنواع علم الحديث ": ٧٩ بتحقيقي، و " التقريب " المطبوع مع " التدريب " ١/ ٦٣، و " اختصار علوم الحديث ": ٧٧ بتحقيقي. (٣) "معرفة أنواع علم الحديث ": ٣٨٣ بتحقيقي.