للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو جعفر: شهدت الحديث من جابر: إنَّما أذنَ في بيع خدمته.

وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الغفار بن القاسم، إذ قال عنه يحيى بن معين في " تاريخه " (١٧٧٨) برواية الدوري: «ليس بشيء»، ونقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ٦/ ٦٨ (٢٨٤) عن أحمد أنَّه قال فيه: «ليس بثقة، كان يحدث ببلايا في عثمان وعامة حديثه بواطيل»، ونقل عن أبيه أنه قال فيه: «هو متروك الحديث، كان من رؤساء الشيعة»، ونقل عن أبي زرعة قوله فيه: «لين».

وعلى ضعف هذا الإسناد فإنَّ متنه منكر؛ فإنَّ الجمّاءَ الغفير من الثقات رووا هذا الحديث عن جابر، فلم يذكروا فيه خدمة المدبر، ولا يستبعد الوهم من عبد الغفار لضعفه فيكون الحمل عليه في هذا الحديث، والممعن النظر في السند سيجد أن الحديث منقطع، وذلك أن أبا جعفر قال: «ذُكِرَ عنده» بإبهام الذاكر، فضلاً عن زيادة «طاووس» في الإسناد، ولم يأت في طريق عطاء السابق، والله أعلم.

وقد روي هذا الحديث من غير هذه الطريق إلا أنَّه مرسل، فرواه هشيم واختلف عليه.

فرواه عنه سعيد بن منصور (٤٤١)، والبيهقي ١٠/ ٣١٢ عن عبد الملك، عن عطاء، به مرسلاً.

وعنده أيضاً (٤٤٣) عن عبد الملك، عن أبي جعفر، مرسلاً.

ورواه عند البيهقي ١٠/ ٣١٢ عن عبد الملك، عن أبي جعفر، مرسلاً.

والصواب من هذه الطرق مارواه هشيم عن عبد الملك، عن أبي جعفر؛ لأنه توبع عليه. (١)

تابعه يزيد بن هارون (٢) عند الدارقطني ٤/ ١٣٧ ط. العلمية و (٤٢٥٩) ط. الرسالة.


(١) وقد تقدم كلام العلماء في ترجيح الرواية المرسلة لحديث أبي جعفر.
(٢) وهو: «ثقة متقن عابد» " التقريب " (٧٧٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>