كتاب الجامع في العلل والفوائد

النوع الأول: زيادة الثقة - مثال آخر للزيادة الشاذة بسبب كثرة المخالفة - ج: 3 - ص: 151

أقول: لكن سفيان بن عيينة لم ينفرد بعدم ذكر الزيادة، فقد تابعه عدد من الرواة على عدم ذكرها؛ فيكون ابن جريج مخالفاً بذكر هذه الزيادة، إذ روى الحديث الجم الغفير دون ذكر هذه الزيادة.

فقد روى الحديث شعبة بن الحجاج (١)، وأيوب السختياني (٢)، وحماد بن زيد (٣)، وسليم (٤)

بن حيان (٥)، ومنصور (٦) بن زاذان (٧)، وهشام الدستوائي (٨)؛ فهؤلاء ستتهم رووه عن عَمْرو بن دينار، عن جابر، بِهِ. دون ذكر الزيادة. ثُمَّ إنَّ الحديث روي عن جابر من غير طريق عمرو بن دينار، فقد رواه أبو الزبير (٩)،

---

(١) عند الطيالسي (١٦٩٤)، وأحمد ٣/ ٣٦٩، والدارمي (١٣٠٠)، والبخاري ١/ ١٧٩ (٧٠٠) و (٧٠١)، وأبي عوانة ١/ ٤٧٩ (١٧٧٧)، والبيهقي ٣/ ٨٥.
(٢) عند البخاري ١/ ١٨٢ (٧١١)، ومسلم ٢/ ٤٢ (٤٦٥) (١٨١)، وأبي عوانة ١/ ٤٧٩ (١٧٧٨)
و (١٧٧٩)، والبيهقي ٣/ ٨٥.
(٣) عند الترمذي (٥٨٣)، وأبي عوانة ١/ ٤٧٩ (١٧٧٧)، وابن حبان (١٥٢٤)، والبغوي
(٨٥٨).
(٤) هُوَ سليم بن حيان الهذلي، البصري: ثقة.

انظر: " تهذيب الكمال " ٣/ ٢٦١ (٢٤٧٤)، و" الكاشف " (٢٠٦٧)، و" التقريب "
(٢٥٣١).
(٥) عند البخاري ٨/ ٣٢ (٦١٠٦)، والطبراني في " الأوسط " (٧٣٦٣) كلتا الطبعتين.
(٦) هُوَ مَنْصُوْر بن زاذان الواسطي، أبو المغيرة الثقفي: ثقة ثبت عابد، توفي سنة (١٢٨)، وَقِيْلَ: (١٢٩ هـ)، وَقِيْلَ: (١٣١ هـ (.
انظر: " تهذيب الكمال " ٧/ ٢٢٩ (٦٧٨٦)، و" الكاشف " (٥٦٣٩)، و" التقريب " (٦٨٩٨).
(٧) عند مسلم ٢/ ٤٢ (٤٦٥) (١٨٠)، وأبي عوانة ١/ ٤٧٩ (١٧٧٦)، وابن حبان (٢٤٠٣)، والبيهقي ٣/ ٨٦.
(٨) عند ابن قانع في " معجم الصحابة " (٢٠٦).
(٩) عند الشافعي في " المسند " (٢٨٢) بتحقيقي وفي " السنن المأثورة "، له (٨)، وعبد الرزاق (٣٧٢٥)، ومسلم ٢/ ٤٢ (٤٦٥) (١٧٩)، وابن ماجه (٨٣٦) و (٩٨٦)، والنسائي ٢/ ١٧٢ - ١٧٣ وفي " الكبرى "، له (١٠٧٠) و (١١٦٦٧) ط. العلمية و (١٠٧٢)
و (١١٦٠٣) ط. الرسالة، وابن خزيمة (٥٢١) بتحقيقي، وأبي عوانة ١/ ٤٧٨ (١٧٧٥) و ١/ ٤٧٩ (١٧٧٩)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار " (٤٢١٦) وفي (تحفة الأخيار) (٨٦١).
قال العراقي في " طرح التثريب " ٢/ ٢٧٧ عن زيادة: (هي له تطوع) … «قال الشافعي في … " الأم ": وهذه الزيادة صحيحة. وكذا في مسند الشافعي، وصححها البيهقي أيضاً وغيره».
وعند الرجوع إلى كتاب " مسند الشافعي " و" الأم " لم نجده ينص على صحة هذه العبارة، وإنما ساق الحديث وسكت عنه، فالله أعلم. ثم وجدنا النص عن الشافعي بمعناه في " معرفة السنن والآثار " قبيل (١٤٧٦) ط. العلمية.