للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقي لنا أمران:

الأول: ما قاله ابن معين فيما نقله الخلال كما في " المنتخب من العلل " (٤٠)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (٦٢٩٨) ط. العلمية وعقب (٥٨٨٤) ط. الرشد عن عباس الدوري قال: «حدثت به يحيى بن معين فجعل يعجب

منه، وقال ما سمعت قط على يساره إلا في حديث إسحاق هذا»، وما قاله الترمذي عقب (٢٧٧٠): «هذا حديث حسن غريب، وروى غير واحد هذا الحديث عن إسرائيل، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: رأيت النبيَّ متكئاً على وسادة. ولم يذكر على يساره»، وما قاله ابن عدي ٢/ ١٣٣: «وهذا الحديث يعرف بإسحاق بن منصور، عن إسرائيل زاد في متنه: «على يساره» حتى وجدناه في حديث حسين بن حفص، عن إسرائيل مثله».

وظاهر كلامهم ينص على تفرد إسحاق بن منصور بهذا الحديث، غير أنَّ المتابعات التي سقناها تثبت أنَّ إسحاق لم ينفرد به، وقد توبع.

والآخر: هناك متابعات لكلتا الروايتين - يعني بذكر زيادة: «على يساره»، وبدونها.

أما الروايات التي جاءت بذكرها، فأخرجها: النسائي في " الكبرى " (٧١٨٣) (١) ط. العلمية و (٧١٤٥) ط. الرسالة، وأبو عوانة ٤/ ١٢٨ (٦٢٧٢)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (٦٣٠٢) ط. العلمية و (٥٨٨٩) ط. الرشد من طريق زهير بن معاوية، عن سماك، به.

قال البيهقي عقبه: «وهذا غريب من حديث زهير».

قلت: زهير ثقة (٢)، وقد تابع إسرائيل على هذه الرواية فلا أدري ما وجه الغرابة؟ اللهم إلا أنْ يكون البيهقي وصف هذا السند بالغرابة كون الحديث مشهوراً من طريق إسرائيل، وكما هو معروف في اصطلاحات المحدثين، فإنَّ الغريب يقابله المشهور، والله أعلم.


(١) في ط. العلمية من " الكبرى " سقط في المتن وضع مكانه نقاطاً.
(٢) وهو في " التقريب " (٢٠٥١): «ثقة ثبت».

<<  <  ج: ص:  >  >>