رواية أبي صالح، وأنَّ رواية:«كيف أنعم … » من رواية عطية، وأنَّ المتنيين انقلبا على الأعمش، يدل على ذلك تتابع الرواة عن عطية. وعلى الرغم من حفظ الأعمش، ولا سيما شدة حفظه في أبي صالح إلا أنَّ روايته عنه لا تصح البتة؛ إذ إنَّا لم نجد له متابعاً فيها فهي معلولة بتفرده، والأصل قبول رواية الأعمش عن أبي صالح، لكن المسألة هنا تختلف بسبب وجود قرينة تدل على عدم صحة الحديث، وهي اضطراب الأعمش في هذا الحديث متناً وإسناداً، ثم إنا لو تهئأ لنا الوقوف على رواية أبي صالح من غير طريق الأعمش لكان ذلك ظاهراً جداً في خطأ الأعمش ودخول حديث في حديث في روايته، لكنَّ تفرده عن أبي صالح زادنا يقيناً في خطئه مع قيام قرائن عدم حفظه لهذا الحديث ووهمه فيه، والله أعلم.
إذن الصواب في الحديث أنَّه من طريق عطية عن أبي سعيد، وذلك لأنَّ الأعمش توبع على رواية الحديث عن عطية في حين لم يتابعه أحد على رواية الحديث عن أبي صالح.
إذ أخرجه: الحميدي (٧٥٤)، وسعيد بن منصور (٥٤٤)(التفسير)، وإسحاق بن راهويه في " مسنده "(٥٤٠)، وأحمد ٣/ ٧، وعبد بن حميد (٨٨٦)، والترمذي (٣٢٤٣)، وأبو نعيم في " الحلية " ٧/ ٣١٢ من طريق سفيان بن عيينة، عن مطرف.
وأخرجه: الطحاوي في " شرح مشكل الآثار "(٥٣٤٦) وفي (تحفة الأخيار)(٦٧٧٤)، وأبو الشيخ في " العظمة "(٣٩٩)، والإسماعيلي في … " معجم شيوخه " ١/ ٤٢٧ من طريق روح بن عبادة.
وأخرجه: الطبراني في " الصغير "(٤٥) من طريق زهير بن عباد.
كلاهما:(روح، وزهير) عن سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني.
قال الطبراني:«لم يروه عن عمّار الدهني إلا سفيان بن عيينة، ولا رواه عن سفيان إلا زهير وروح بن عبادة».
وأخرجه: ابن المبارك في " مسنده "(٩٨)، وفي " الزهد "، له (١٥٩٧)،