للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويفترق المنقطع عن المقطوع بكون المقطوع يراد به كلام الصحابي أو التابعي أو من دونه، والمنقطع يراد به البتر في الإسناد (١).

ويُعرف الانقطاع بأمور منها:

١ - التنصيص على عدم السماع، ويقع ذلك من الراوي نفسه - وهو قليل - كقول عمرو بن مرة: قلت لأبي عبيدة (يعني: ابن عبد الله بن مسعود): "تذكر من أبيك شيئًا؟ قال: لا".

٢ - تنصيص من روى عنه من الثقات: كقول عبد الله بن ميسرة "الضحاك لم يسمع من ابن عباس".

٣ - تنصيص الناقد العارف من الجهابذة - بناءً على الاستقراء والنظر - على عدم الإدراك أو اللقاء أو السماع.

٤ - يُعرف عدم السماع بتاريخ وفاة الشيخ ومولد التلميذ، فإنْ كان التلميذ وُلد بعد وفاة الشيخ، أو كان صغيرًا في سن لا يحتمل السماع، فهو انقطاع.

٥ - يُعرف بوجود قرينة تدل على الانقطاع كقول الراوي: حُدثت عن فلان أو أخبرت عن فلان، وهذه تقيد بكون التلميذ غير معروف بالرواية عن الشيخ؛ لأنَّ الكلام هنا عن مرويات التلميذ عن الشيخ من حيث الجملة لا من حيث الخصوص.

٦ - يُعرف بافتراق بلد الراوي وشيخه بما يكون قرينة على عدم التلاقي.

وهذه الأمور تدرك بمراجعة كتب الرجال (٢).

والانقطاع في الإسناد حسب موضع الانقطاع أنواع:

فإذا كان الانقطاع في أول السند سمي معلقًا، وإذا كان في آخر السند


(١) قد وجد التعبير عن المنقطع بـ (المقطوع) في كلام الشافعي والحميدي والطبراني والدارقطني على خلاف استعمال الأكثرين. انظر: " معرفة أنواع علم الحديث ": ١١٩ بتحقيقي،
و" نكت ابن حجر " ٢/ ٥١٤ و: ٢٩٥ بتحقيقي.
(٢) انظر: " تحرير علوم الحديث " ٢/ ٩١٣ - ٩١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>