للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يضطرب الثقة في إسناد الحديث، فيأتي به على أوجه، وهذا يحصل للثقات ولمن هم في أعلى مراتب الوثاقة، كما حصل لقتادة بن دعامة السدوسي، إذ - روى قتادة، عن أبي بكر بن أنس، عن محمود بن عمير بن سعد، عن أبيه (١) أنَّه قال: إنَّ عتبانَ بن مالكٍ أُصيبَ بصرُهُ في عهد رسول الله ، فأرسلَ إلى رسولِ الله أني لا أستطيعُ أنْ أصليَ معكَ في مسجدكَ، وإنَّي أحبُ أنْ تصليَ معي في مسجدي فأئتم بصلاتكَ، فأتاهُ رسولُ الله فذكروا مالكَ بن الدُّخشم، قالوا: ذلك كهفُ المنافقين أو قال: أهل النفاق وملجؤهم الذي يلجؤونَ إليه ومَعقلهم، فقال رسولُ الله : "يشهد أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولهُ؟ " قالوا: بلى، ولا خير في شهادته، قال: "لا يشهدُهما عبدٌ صادقًا من قبل قلبهِ فيموتُ إلا حرم على النار".

أخرجه: النَّسائي في " الكبرى " (١٠٩٤٢) ط. العلمية و (١٠٨٧٦) ط. الرسالة وفي " عمل اليوم والليلة "، له (١١٠٣)، والطبراني في " الكبير " ١٨/ (٤٦) من طريق الحجاج بن الحجاج، عن قتادة.

قلت: حديث عتبان بن مالك مشهور متداول بين أهل العلم ولا غبار على صحته كما سيأتي بيان ذلك في طرق تخريجه، إلا أنَّه قد روي بأسانيد معلولة، والإسناد المتقدم هو أحد تلك الأسانيد المعلولة، وقد اضطرب فيه قتادة فوهم فيه في موضعين:


(١) عند النسائي ط. العلمية من " الكبرى " و " عمل اليوم والليلة "، وعند الطبراني لم ترد "عن أبيه" قال محقق ط. الرسالة من " الكبرى ": "ما بين الحاصرتين - يعني: عن أبيه - لم يرد في الأصلين وأثبتناه من التحفة" وكذا هي ثابتة في " جامع المسانيد " ١٠/ ١٠٨ (٧٥١٥ م)، وقال المزي في " تهذيب الكمال " ٧/ ٥٣ (٦٤١٠): "محمود بن عمير بن سعد الأنصاري … روى عن أبيه .. " وذكر حديثنا هذا، وموجودة في " المسند الجامع " ١٤/ ٢٨٢ (١٠٩٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>