وقد ذهب ابن رجب ﵀ إلى ترجيح رواية حماد فقال في " فتح الباري " ٣/ ١٧٧: "ولعل هذه الرواية أشبه، وحماد بن سلمة مقدم في ثابت خاصة على غيره، وقد خرّجه مسلم في أول "صحيحه" من هذين الوجهين".
وانظر:" أطراف المسند " ٤/ ٢٨٥ (٥٩١٠).
وقد روي هذا الحديث من غير طريق أنس.
فأخرجه: ابن سعد في " الطبقات " ٣/ ٤١٥، وأحمد ٤/ ٤٣، والبيهقي في " المعرفة "(١٤٤٥) ط. العلمية و (٥٦٣٧) ط. الوعي من طريق سفيان، عن الزهريِ، فسُئل عمن هو؟ قال هو: عن محمود إن شاء الله: أنَّ عتبان بن مالكٍ كانَ رجلًا محجوبَ البصرِ، وأنَّه ذكرَ للنَّبيِ ﷺ التخلفَ عن الصلاةِ، قال:"هلْ تسمعُ النداءَ؟ " قالَ: نَعَم، قال: فلم يرخصْ لهُ.
هذا الإسناد ظاهره الصحة، إلا أنَّه معلول سندًا و متنًا. أما علة سنده فإنَّ سفيانَ اضطرب فيه، فكما تقدم أنَّه رواه هنا عن الزهري، عن محمود.
وأخرجه: ابن عبد البر في " التمهيد " ٣/ ٩٩ من طريقه، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة إن شاء الله، عن عتبان بن مالك، بنحو المتن السابق.
وأما علة متنه فإنَّ حديث عتبان يختلف تمامًا عن هذا الذي ساقه سفيان، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى رد حديث سفيان هذا. فقد نقل البيهقي في "المعرفة " عقب (١٤٤٥) عن الشافعيِ أنَّه قال: "هكذا حدثناه سفيان، وكان يتوقاه ويعرف أنَّه لا يضبطه، وقد أوهم فيه فيما نرى، والله أعلم"، وقال البيهقي عقبه أيضًا:"اللفظ الذي رواه ابن عيينة في هذا الإسناد، إنَّما هو قصة ابن أم مكتوم الأعمى، وتلك القصة رويت عن ابن أم مكتوم من أوجه، ورويت في حديث أبي هريرة، وإنَّما أراد - والله أعلم - لا أجد لك عذرًا أو رخصة تلحق فضيلة منْ حضرها، فقد رخص لعتبان بن مالك في التخلف عن حضورها، وبالله التوفيق"، وقال ابن رجب في " فتح الباري " ٣/ ١٨٢: "وقد اشتبهت القضيتان على غير واحد، وقد سبق عن الإمام أحمد أنَّه ذكر أنَّ ابن أم مكتوم سأل النَّبيَ ﷺ أنْ يصلي في بيته ليتخذه مصلى، وإنَّما هو عتبان بن مالك"، وقال أيضًا معقبًا على إسناد سفيان: "وهذا الإسناد غير