للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخرج الحديث واحدًا، وتنضم إليه قرائن أخرى تبين أنَّ الحديث لم يضبطه راويه، فعند ذلك تقوم قرائن تضعيف ذلك الحديث.

وقد يكون هناك اختلاف ولا يمكن الترجيح، إلا أنَّه اختلاف لا يقدح عند العلماء؛ لعدم التعارض التام، مثل حديث (الواهبة نفسها)، وهو ما رواه أبو حازم (١)، عن سهل بن سعد، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، إني قَدْ وهبت لك من نفسي، فقال رجلٌ: زوجنيها، قال: "قَدْ زَوَّجْناكَها بما مَعَكَ منَ القُرآنِ".

فهذا الحديث تفرد به أبو حازم (٢)، واختُلف الرواة عنه فِيْهِ فبعضهم قال: "أنكحتُكها"، وبعضهم قال: "زَوجُتكها"، وبعضهم قال: "مَلَّكْتُكها"، وبعضهم قال: "مُلِّكْتَها"، وبعضهم قال: "زَوجناكَها"، وبعضهم قال: "فَزَوجَه"، وبعضهم قال: "أنْكَحتُكَ"، وبعضهم قال: "أمْلكتُها"، وبعضهم قال: "أملكتُكها"، وبعضهم قال: "زَوجتكَ"، وبيان ذلك في الحاشية (٣).


(١) هو سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج التمار، المدني مولى الأسود بن سُفْيَان، ثقةٌ، عابد، مات في خلافة المنصور. انظر: " تهذيب الكمال " ٣/ ٢٤٤ (٢٤٣٤)، و" التقريب " (٢٤٨٩).
(٢) نص على ذلك ابن حجر في نكته على ابن الصلاح ٢/ ٨٠٨ و: ٥٦٩ بتحقيقي.
(٣) أخرجه: مالك (٤١١) برواية عبد الرحمان بن القاسم، و (٣١٨) برواية سويد بن سعيد، و (١٤٧٧) برواية أبي مصعب الزهري بلفظ: "زوجتكها"، و (١٤٩٨) برواية الليثي بلفظ: "أنكحتكها". تفرد الليثي بمخالفة أصحاب مالك.
وأخرجه: الشافعي في المسند (١١١٧) بتحقيقي، وأحمد ٥/ ٣٣٦، والبخاري ٣/ ١٣٢ (٢٣١٠) و ٧/ ٢٢ (٥١٣٥) و ٩/ ١٥١ (٧٤١٧)، وأبو داود (٢١١١)، والترمذي (١١١٤)، والنسائي ٦/ ١٢٣ وفي " الكبرى "، له (٥٥٢٤) ط. العلمية و (٥٤٩٩) … ط. الرسالة، والطحاوي في " شرح المعاني " ٣/ ١٦ وفي ط. العلمية (٤٢٠٥) وفي " شرح مشكل الآثار "، له (٢٤٧٤) وفي (تحفة الأخيار) (٢٠٤٨)، وابن حبان (٤٠٩٣)، والبيهقي ٧/ ١٤٤ و ٢٣٦ و ٢٤٢، والبغوي (٢٣٠٢) جميعهم من طريق مالك وفيه: "قَدْ زوجتكها".
وأخرجه: الدارمي (٢٢٠٧)، والبخاري ٦/ ٢٣٦ (٥٠٢٩) عن عمرو بن عون وفيه "زوجتكها"، والبخاري ٧/ ٢٤ (٥١٤١) عن أبي النعمان، والطبراني في "الكبير" =

<<  <  ج: ص:  >  >>