للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عُبيد الله بن عمر فقال الإمام أحمد فيما نقله المزِّي في "تهذيب الكمال" ٤/ ٥٢٨ (٤٠٥٨): «كان معروفاً بالطلب وإذا حدَّث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدَّثَ من كُتب الناس وَهِمَ، وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ، وربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عُبيد الله بن عمر»، ونقل عن أبي زُرعة قوله: «سيئ الحفظ، فربما حدث من حفظه الشيء فيخطئ»، ونقل عن النسائي قوله: «ليس به بأس، وحديثه عن عُبيد الله بن عمر منكر»، وقال ابن حجر في "التقريب" (٤١١٩): «صدوقٌ، كان يُحدِّثُ من كُتب غيره فَيُخطئُ» (١).

زيادةً على مخالفته في ذكر ابن عمر في السند، ومخالفة الرواة عن عُبيد الله -كما سبق -.

وأخرج: الدارقطني ١/ ٢٤٥ ط. العلمية و (٩٥٨) ط. الرسالة، ومن طريقه ابن الجوزي في " التحقيق في أحاديث الخلاف " (٣٧٦) فقال: حدثنا محمد بن نوحٍ، قال: حدثنا معمر بن سهل، قال: حدثنا عامر بن مُدرك، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي روَّاد، عن نافعٍ، عن ابن عمر: أنَّ بلالاً أذَّنَ قبل الفجر، فغضبَ النَّبيُّ وأمره أنْ يناديَ: «إنَّ العبد نامَ» فوجدَ بلالٌ وجداً شديداً - أي غضبَ على نفسه (٢) -.

وهذه روايةٌ معلولةٌ لا تصحُّ؛ فعامر بن مُدرك ليس بالقوي (٣)، لا سِيَّما وقد خالف من هو أقوى منه، وقال الدارقطني: «وَهِمَ فيه عامر بن مُدرك، والصواب قد تقدم عن شعيب بن حرب، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن مؤذن عمر، عن عمر قوله» (٤).


(١) ومما أخطأ فيه بهذه السلسلة حديث (١١٧) المخرج في " شمائل النبي " للترمذي بتحقيقي، وانظر هناك إعلاله. وقد يُحرَّف إلى الداروردي في بعض الكتب، فلينتبه لذلك.
(٢) وراجع مصادر الفعل (وجد) في " شرح التبصرة والتذكرة " ١/ ٤٥٧ مع تعليقي عليه.
(٣) قال ابن حجر عنه في " التقريب " (٣١٠٨): «لَيِّنُ الحديثِ».
(٤) انظر: سنن الدارقطني ١/ ٢٤٤ ط. العلمية وعقيب (٩٥٨) ط. الرسالة، والعلل له (٤/ق ١١١/ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>