للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الصلاح: «ليس بحسن» (١)، قال السيوطي: «لئلا تلتبس برمز حدثنا» (٢)، وقال السخاوي: «وكأنَّه فيما يظهر للخوف من اشتباهها بـ (أنبأنا)، وإن لم يصطلحوا على اختصار (أنبأنا) كما نشاهده من كثيرين، وكذا يظهر أنهم إنما لم يقتصروا من (أنا) على الحرف الأخير من الفعل مع الضمير كما فعلوا في (ثنا) بحيث تصير (رنا) للخوف من تحريف الراء دالاً، فربما يلتبس بأحد الطرق الماضية في (حدثنا)، وهذا أحسن من قول بعضهم: لئلا يحرف الراء زاياً» (٣)، أو أن يصحّف الراوي (عن فلان) إلى (وفلان) أو العكس، أو يصحّف (ابن فلان) إلى (عن فلان) أو العكس.

والقسم الآخر: تصحيف اسم الراوي (٤)، ومثاله: حَدِيْث شعبة، عن العوام بن مُراجم، عن أبي عثمان النَهْدي (٥)، عن عثمان بن عفان، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله : «لتؤدنَّ الحقوقَ إلى أهلها … » الْحَدِيْث (٦).

وَقَدْ صحّف فِيْهِ يحيى بن معين، فَقَالَ: «ابن مزاحم» - بالزاي والحاء - وصوابه: «ابن مراجم» - بالراء المهملة والجيم - (٧).

ومنه ما رواه الإمام أحمد (٨)، من طريق شعبة، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بن عرفطة - قَالَ (٩): وإنَّما هُوَ خالد بن علقمة - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد خير يحدّث،


(١) " معرفة أنواع علم الحديث ": ٣٦٥ بتحقيقي.
(٢) " تدريب الراوي " ٢/ ٨٧.
(٣) " فتح المغيث " ٢/ ١٨٦ ط. العلمية و ٣/ ٨٥ - ٨٦ ط. الخضير.
(٤) " العلة وأجناسها ": ٨٥.
(٥) بفتح النون وسكون الهاء. " التقريب " (٤٠١٧).
(٦) أخرجه: الدَّارَقُطْنِيُّ في " العلل " ٣/ ٦٤ - ٦٥ س (٢٨٧)، وفي " المؤتلف والمختلف "، له ٤/ ٢٠٧٨ - ٢٠٧٩.
(٧) انظر: " مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث ": ٣٨٤ بتحقيقي، و " الإكمال " ٧/ ١٨٦.
(٨) في " مسنده " ٦/ ١٧٢ و ٢٤٤، وكذلك أخرجه: الطيالسي (١٥٣٨)، وإسحاق بن راهويه (١٧٧١) و (١٧٩١).
(٩) القائل هُوَ: الإمام المبجل أحمد بن حنبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>