للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: هذه لفظة شاذة فابن لهيعة خالف فيه رواية عمرو بن الحارث السابقة، والحمل فيه على ابن لهيعة؛ لأنَّ رواية ابن المبارك عن ابن لهيعة جيدة (١).

زيادة على أنَّ الحديث روي عن ابن لهيعة من وجوه أخرى بلفظ: «غير».

فأخرجه: أحمد ٤/ ٣٩ و ٤٠ عن موسى بن داود (٢).

وأخرجه: أحمد ٤/ ٤١ عن الحسن بن موسى (٣).

وأخرجه: الدارمي (٧٠٩) عن يحيى بن حسّان (٤).

ثلاثتهم: (موسى، والحسن، ويحيى) عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، قال: رأيتُ رسولَ الله يتوضأ بالجحفة، فمضمضَ واستنشقَ، ثمَّ غسلَ وجهه ثلاثاً، ثمَّ غسلَ يديهِ ثلاثاً، ثمَّ مسحَ رأسهُ وغسلَ رجليهِ حتى أنقاهما، ثمَّ مسَح رأسهُ بماءٍ غير فضلِ يديه. هذا اللفظ للدارمي، وقال بعده: «يريد به تفسير مسح الأول - يعني: الرأس -». وهذا الاختلاف، والله أعلم من ابن لهيعة.

وروي الحديث عن عبد الله بن زيد بن عاصم من وجه آخر بمعناه - أي يدل على أنَّه أخذ لرأسه ماءً جديداً.

فأخرجه: البخاريُّ ١/ ٥٨ (١٨٦) و ٥٩ - ٦٠ (١٩٢) و ١/ ٦١ (١٩٩)، ومسلم ١/ ١٤٥ (٢٣٥) (١٨)، والدارقطنيُّ ١/ ٨١ ط. العلمية و (٢٧٠) ط.


(١) قال نعيم بن حماد فيما نقله المزي في " تهذيب الكمال " ٤/ ٢٥٣ (٣٥٠١): «سمعت ابن مهدي يقول: ما أعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه».
(٢) وهو: «صدوق، فقيه، زاهد، له أوهام» " التقريب " (٦٩٥٩).
(٣) وهو: «ثقة» " التقريب " (١٢٨٨).
(٤) وهو: «ثقة» " التقريب " (٧٥٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>