هذا الحديث فيه سلم بن ميمون الخواص، قال عنه أبو حاتم:«لا يكتب حديثه»، وقال العقيلي:«حدث بمناكير لا يتابع عليها»، وقال ابن حبان:«كان من كبار عباد أهل الشام، غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقانه، فلا يحتج به»، وقال ابن عدي:«ينفرد بمتون وأسانيد مقلوبة». كما جاء في " ميزان الاعتدال " ٢/ ١٨٦ (٣٣٨١).
تابعه أيضاً مهاجر بن حبيب.
فأخرجه: الطبراني في " الدعاء "(٧٩٣) من طريق أبي خالد الأحمر، عن مهاجر (١) بن حبيب، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، به مرفوعاً.
هذا الحديث فيه انقطاع بين أبي خالد الأحمر ومهاجر، قال علي بن المديني في مسند عمر كما في " مسند الفاروق " لابن كثير: ٦٤٢ - ٦٤٣:«وأما حديث مهاجر، عن سالم فيمن دخل السُّوق فإنَّ مهاجر بن حبيب: ثقة من أهل الشام، ولم يلقه أبو خالد الأحمر، وإنَّما روى عنه ثور بن يزيد، والأحوص بن حكيم، وفرج بن فضالة، وأهل الشام، وهذا حديث منكر من حديث مهاجر من أنَّه سمع سالماً، وإنَّما روى هذا الحديث شيخ لم يكن عندهم بثبت يقال له: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، حدثناه زياد بن الربيع، عنه، به. فكان أصحابنا ينكرون هذا الحديث أشد الإنكار لجودة إسناده … ولو كان مهاجر يصح حديثه في السوق، لم ينكر على عمرو بن دينار هذا الحديث».
وقد روى أبو خالد هذا الحديث بإسناد آخر.
فأخرجه: عبد الله بن أحمد في "زياداته" على " الزهد " لأبيه (١٢٠١) من طريق أبي خالد الأحمر، عن مهاجر، قال: سمعت ابن عمر، يقول: مَنْ دخلَ السُّوقَ فقال .. وذكر الحديث موقوفاً عليه.
وهذا التلون من أبي خالد يبعث في النفس أن أبا خالد لم يضبط
(١) تحرف في "علل الدارقطني " ٢/ ٥٠ س (١٠١) إلى: «مهاصر بن حبيب» والمثبت من مصادر التخريج والتحفة، وهو المنقول عن علي بن المديني.